الأجانب في الدوري الإيطالي أكثر من اللازم!

أريغو ساكي

TT

أعشق كرة القدم.. وبالأحرى أود أن تكون الكرة الإيطالية دائما في القمة. إن تدخلي بشأن كثرة اللاعبين الأجانب في دوري الدرجة الأولى هي وليدة قلق كبير، تم تفسيره بطريقة خاطئة. لقد نشأت مناقشة ساخنة على صفحات جريدة «لا غازيتا ديللو سبورت» بشأن تصريحاتي الأخيرة وسوف أحاول توضيح رأيي في السطور القادمة: 1- أتمسك بأن اللاعبين الأجانب أصحاب المهارات مفيدين لمنظومة كرة القدم، ولكن فحسب أصحاب المهارات. 2 - أعتقد أن غزو لاعبين أجانب (مثل الحالي) لا يخلق مزايا لكرة القدم الإيطالية، كما تؤكد الإحصائيات المعلن عنها. 3 - أعتقد أن هذه المسألة ليست فنية فحسب ولكنها إنسانية لأنها تخص اللاعبين الشباب الأجانب.

لا أعتقد أن من الممكن تحديد حصص دخول اللاعبين الأجانب بالأحرى على منطقة اليورو، ولن حتى أوافق على ذلك، أعتقد أن اللائحة ينبغي أن تكون هي المنطق بهذا الصدد. ويتعين علينا أيضا امتلاك مزيد من الاحترام تجاه تاريخ كرة القدم الإيطالية ومزيد من الاعتزاز القومي.

أنا أتسأل إذا كان هذا الغزو من اللاعبين الأجانب يثمر نتائج جيدة. إذا كان الأمر كذلك فأعتقد أن هناك معنى لكون 54.7% من دوري الدرجة الأولى الإيطالي عبارة الآن عن لاعبين أجانب. ولكن إذا كان من الصعب توقع المستقبل فليس الأمر كذلك بالنسبة إلى الماضي، وإذا كان الدخول المتزايد دائما للاعبين الأجانب يصاحبه دائما نتائج أقل بوضوح فلا أفهم أسباب اتساع هذه الظاهرة. إن هذا الموقف لا يتعلق فحسب بدوري الدرجة الأولى ولكنه يمتد أيضا إلى دوري الدرجة الثانية ودوري القسم الأول وللأسف أيضا قطاعات الناشئين، والتي يتم فيها رصد حالات أخلاقية ومعنوية غير سارة على الإطلاق، لاعبين شباب من خارج الاتحاد الأوروبي يتم شراؤهما بشكل جماعي من بلدان فقيرة، مخدوعين ثم بعد بضعة أشهر أو في نهاية الموسم يتم طردهم. أحيانا يتم التعاقد معهم دون رؤيتهم، في مراكز متوفر بها بالفعل لاعبين إيطاليين ذوي قيمة، أو كما حدث في الماضي يتم شراء مجموعة من اللاعبين في نفس المركز. هؤلاء الشباب يتم إهداؤهم حلم ثم بعد ذلك، في كثير من الحالات، يتم إلغاؤه مع إلحاق آلام على شخصيتهم لا يمكن تخيلها. علاوة على ذلك ثمة عدد قليل من الأندية التي تساعد هؤلاء اللاعبين بفرض الأوصياء، كما من المفترض أن يكون في اللوائح. في الواقع يتم اللعب على جلد هؤلاء الشباب بقليل من التزام المبادئ والأخلاق، كل ذلك في ظل صمت شامل.

اليوم في إيطاليا يلعب نحو 1.300 لاعب أجنبي. ونظرا لعدم امتلاك الإحصائيات المتعلقة بكل الدوريات، سأحلل نتائج أندية دوري الدرجة الأولى فحسب، لقد انتقلنا من وجود اللاعبين الأجانب بنسبة 29.4% في موسم 2006 - 2007 إلى نسبة 37.2% في موسم2007 - 2008 لنصل في موسم 2012 - 2013 إلى نسبة 54.7%. وإذا قمنا بتقييم أهم بطولتين دوليتين أوروبيتين، دوري الأبطال والدوري الأوروبي سنجد أن إيطاليا حققت نجاحا واحدا خلال هذه المواسم: موسم 2007 - 2008 بالفوز بدوري الأبطال. بينما في عام 2010 خلال بطولة الدوري الأوروبي لم تحقق أي نجاح ولا حتى المركز الثاني. هذا بينما خلال الفترة من موسم 1986 - 1987 حتى 2006 - 2007 (حتى عام 1992 كان يلعب في الدوري الإيطالي فحسب حوالي 50 لاعبا أجنبيا، ليصلوا في موسم 2006 - 2007 إلى النسبة المذكورة مسبقا 29.4%)، كانت النتائج كالتالي: الفوز بدوري أبطال أوروبا 6 مرات وبلوغ المركز الثاني للبطولة 7 مرات. وخلال نفس الفترة حصدت إيطاليا بطولة كأس الاتحاد الأوروبي 9 مرات ووصلت إلى مركز الوصافة 6 مرات. يا له من اختلاف كبير يوضح كيف أنه لا مبرر من تدفق اللاعبين الأجانب على الدوري الإيطالي.