إيتو.. حساء أعيد تسخينه؟

أندريا سكيانكي

TT

أعلن صمويل إيتو أنه يرغب في العودة إلى الإنتر، ولكن هل يحتاج الإنتر حقا إلى إيتو؟ والسؤال الأهم هو ما هي حالة إيتو بعد عامين مع نادي أنزهي الروسي؟ هل ما زال لاعبا فذا مثلما كان عند رحيله في صيف عام 2011 (53 مباراة و37 هدفا في آخر موسم له مع الإنتر)، أم أننا أمام لاعب فقد جديته بسبب قلة التدريبات وكثرة الأموال؟

لا خلاف مطلقا على مهارات اللاعب الكاميروني الذي يتميز بانطلاقاته السريعة من خط الوسط ويجيد المراوغة والتسديد الدقيق بكلتا قدميه ويتمتع بحاسة تهديف فطرية. ولا شك أن أي نادٍ في أي دولة بالعالم يتمنى ضم لاعب مماثل، لا سيما أن الإنتر يسعى لمحو آثار إخفاقه في الموسم الماضي. لكن المسألة لها وجه آخر مختلف. فهل إيتو بعد المنفى الاختياري في روسيا، وبغض النظر عن مهارته التي لا يمكن إنكارها، ما زال يتمتع بنفس الحماس والرغبة والتعطش للبطولات التي كان يتميز بها في الماضي عندما كان يطارد المنافسين حتى منطقة جزائه ويشن بعدها هجمة مرتدة سريعة ويبدو كإعصار لا يبقي ولا يذر؟ إننا نأمل، ونحن نتحدث هنا كعشاق لكرة القدم، ألا تكون تجربة أنزهي قد أثرت على موهبة ولياقة إيتو البدنية. فتمتع إيتو بلياقة تؤهله لخوض دوري أبطال أوروبا، على غرار ما فعله في موسم الثلاثية، من شأنه أن يفيد الدوري بشكل عام وبالطبع الفريق الذي سيلعب له. فنحن نتحدث عن نجم فذ وليس عن لاعب عادي.

وعادة ما يتحدث المتشائمون عن الحالات المشابهة بجملة واحدة تلخص رؤيتهم وهي جملة «إنه حساء أعيد تسخينه». والحساء المعاد تسخينه ليس له طعم الحساء الجديد. وهناك عدة أمثلة قد تدعم هذا الاحتمال حيث خاض الكثير من النجوم تجارب بعيدا عن أنديتهم ثم عادوا ليخفقوا مع فرقهم القديمة. هل تذكرون شيفشينكو الذي عاد من لندن وفشل في إبهار جماهير الميلان من جديد؟ لكن هناك عنصر يلعب في صالح إيتو وهو عنصر الغموض. فنحن حاليا لا نعرف ولا يمكننا أن نعرف حالة إيتو الفنية والبدنية بينما كانت حالة شيفشينكو (عندما غادر تشيلسي وعاد للميلان) واضحة للجميع. ولعل ما ينبغي معرفته والتحري عنه بالنسبة لإيتو هو الحماس والدوافع. ففي كرة القدم الحديثة غالبا ما تلعب الحالة الذهنية دورا أهم من الحالة البدنية والمهارات الفنية. فمدافع قليل المهارة لكنه «متحمس» يمكن أن يقضي على خطورة نجم فذ يفتقد للحماس والدوافع. وينطبق هذا بصورة أكير على الدوري الإيطالي الذي ربما لا يكون هو الأجمل في العالم لكنه يبقي واحدا من أصعب بطولات الدوري (إن لم يكن أصعبها على الإطلاق). وينبغي علينا إذن أن نتحلى بالواقعية ونتخلى عن الافتراضات التي تصاحب عودة النجوم في المعتاد، ونضجع في مقاعدنا الوثيرة لنستمتع بالعرض، لأن رغبة النجم إيتو في العودة إلى إيطاليا تمثل انتصارا للكرة الإيطالية.