تيفيز ما زال لديه الكثير ليقدمه لليوفي

لويجي جارلاندو

TT

إن مواجهات كرة القدم لا تسير دائما في اتجاه واحد، ولا يحالف التوفيق دائما اللاعبين أنفسهم، بل يدير الحظ أحيانا ظهره سريعا لمن سانده من قبل. وقد نجح تيفيز مهاجم اليوفي الأحد الماضي في لقاء السوبر أمام لاتسيو في اختراق المرمى ذاته الذي سجل فيه هيغواين قبلها بأربعة أيام فقط مع منتخب الأرجنتين أمام إيطاليا في الاستاد الأولمبي بروما. وخلال الشوط الثاني من مباراة المنتخبين نجح ماركيتي في إيقاف خطورة هيغواين، لكن تيفيز بدوره نجح في خداع ماركيتي والتلاعب به في مباراة السوبر. وتنبئ هذه المواجهات بموسم ملتهب ومنافسة حامية الوطيس بين اليوفي ونابولي، وأيضا بين المهاجمين الأرجنتينيين في الفريقين.

وأثبت تيفيز الملقب بالأباتشي في أول ظهور حقيقي قدرته على إثراء فريق اليوفي. فقد أدى في مباراة السوبر أداء بطوليا، وأظهر قوة كبيرة في الألعاب المشتركة لم يكن جوفينكو يستطيع إظهارها ببنيته الضعيفة. فتيفيز يتحمل الضربات والصدمات، وعندما يسقط فإنه ينهض سريعا دون أن يتذمر أو يعترض بل يضع كل تركيزه في الهجمة التالية مثلما فعل عندما سدد الضربة الثابتة التي فتحت طريق المرمى لفوتسينيتش. ويصعب انتزاع الكرة من تيفيز عندما يرغب في الاحتفاظ بها بفضل قوته البدنية واقتراب مركز ثقله من الأرض.

وسوف تكون الضربات الثابتة التي سيحصل عليها المهاجم المميز فرصة ذهبية لبيرلو لتسجيل الأهداف، وهو ما ظهر في تسديد بيرلو لضربة ثابتة حصل عليها تيفيز في الهجمة التي جاء منها هدف التقدم بواسطة بوغبا. وبفضل اعتياده على التعاون مع كثير من النجوم الكبار في الملعب، فقد أظهر تيفيز أيضا تفاهما تلقائيا مع فوتسينيتش.

لكن أهم ما يطمئن كونتي مدرب اليوفي هو هامش التحسن الكبير الذي يحظى به تيفيز. فـ«الأباتشي» لم يظهر بعد بمستواه الحقيقي الذي يمكنه من السباحة كأنه سمكة قرش مفترسة بين الأسماك الأخرى بالقرب من منطقة الجزاء، وبمجرد أن يتسلم الكرة يقوم بتسديدها داخل المرمى بقوة وحماس ودقة لا نظير لها. ولم يتمتع كونتي بهذه المزية أمام لاتسيو في كأس السوبر، لأن تيفيز لم يحاول أبدا التسديد على المرمى من خارج منطقة الجزاء؛ فقد كان تيفيز يتراجع بشدة من أجل المعاونة في بناء الهجمات، وهو ما كان يفعله أيضا فوتسينيتش ولهذا وجد اليوفي نفسه كثيرا من دون لاعبين في منطقة جزاء المنافس، ودون عمق هجومي. ولم يكن غريبا إذن أن تحمل الأهداف الأولى توقيع لاعب خط وسط واثنين من المدافعين، وأن يساهم تيفيز وفوتسينيتش في التسجيل في الشوط الثاني، وفي مساحات خالية. وهذا هو ما ينبغي أن يعمل كونتي عليه في الفترة المقبلة.

إن تسجيل خط وسط اليوفي للأهداف كان شيئا متاحا لكونتي بالفعل في الموسم الماضي، وينبغي عليه الآن أن يدرب فريقه على تسجيل الأهداف بشكل مختلف وأمام دفاع متكتل وفي لقاءات متكافئة، مثلما يحدث عادة في مباريات دوري أبطال أوروبا.

ولهذا ينبغي على كونتي أن يجيد تمويل تيفيز وينبغي على تيفيز بدوره أن يساعد نفسه على تسلم الكرة في أكثر المناطق خطورة داخل منطقة الجزاء. ولا يقتصر الأمر على هذا، بل ينبغي على كونتي أيضا أن يعمل على ملء منطقة جزاء المنافس بعدد أكبر من اللاعبين عند الضرورة من أجل استغلال الكرات العالية والعرضية، ويحتاج هذا إلى استغلال قدرات يورنتي وكوالياريللا. وقد حملت مباراة السوبر أنباء سيئة لجميع منافسي اليوفي، إذ أظهرت لهم أن الفريق ما زال يستطيع التطور وتحسين مستواه القوي الذي ظهر به في كأس السوبر أمام لاتسيو.