ماتزاري سيعيد بناء فريق الإنتر

أندريا سيكانكي

TT

استاد سان سيرو، يوم 18 أغسطس (آب) 2013، الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت إيطاليا، وهما التاريخ والموعد، وأكثر من كونهما إشارة إلى مباراة كرة قدم، فإنهما يتماشيان مع طبق مقبلات على الشاطئ، لكن هذا مصير فريق الإنتر. إن البداية الرسمية لموسم الإنتر تتمثل في مواجهة فريق تشيتاديلا وذلك في الأدوار التمهيدية لكأس إيطاليا، وليس في أدوار التصفية المؤهلة إلى الشامبيونزليغ أو الدوري الأوروبي، ولا في نهائي السوبر الإيطالي. لدى رؤية الجانب المحزن من الأمر، يمكن الشعور بخيبة الأمل بالتفكير في كم سقط الإنتر لأسفل، والموسم الأخير كان هو الأسوأ في عهد الرئيس ماسيمو موراتي. وإن أردنا أخذ النصف المملوء من الكوب في الاعتبار يمكن الزعم بأنه من أجل الوصول عاليا فمن الضروري الانطلاق من القاع، والاجتهاد، والتدرب، والعرق. كما لو كانت مباراة الكأس، بينما الآخرون يتأهبون للصراع من أجل أهداف أكثر أهمية، نوعا من التكفير عن الخطايا. ونادي الإنتر، كله (بما فيهم الإداريون واللاعبون)، لديه الكثير منها ليطلب الغفران.

لكن الماضي يفيد الآن فقط كنموذج لا يجب تكراره، ما يهم هو امتلاك قوة الذهاب لما هو أبعد، ومن أجل النجاح في هذه المهمة غير السهلة بالمرة تم استدعاء المدير الفني والتر ماتزاري. لقد أعاد المدير الفني كل شيء إلى نقطة الصفر، وقام بما يشبه إعادة ضبط المصنع في الحواسب الآلية، ثم شرع بالتزام في الشرح والتعليم وتقديم الأفكار في صبر وحسم شديدين. إنه دور يكاد يقارب على فترات دور الأستاذ الذي معه مجموعة من التلاميذ في أول سنوات الدراسة. هذا ما يحتاجه الإنتر في الفترة الحالية، حيث توجد حاجة لإعادة بناء المنزل، ويجب الانطلاق من الأساس (ومن الأساسيين..)، ولا ينبغي اعتبار أي شيء محسوما. المهم، وهذا يسري على الجماهير وعلى النقاد، هو عدم انتظار الكثير جدا، فكل عملية نمو تتطلب وقتا. فخلق الأوهام قد يمثل سلاحا لقتل الذات.