لوكا توني يلقن بالوتيللي درسا في فنون الكرة

أندريا سكيانكي

TT

تكفي مباراة فيرونا والميلان لتغيير فكرة أن اللاعبين كبار السن ينبغي التخلص منهم ومنح الفرصة للشباب. فقد أكل لوكا توني مهاجم فيرونا الذي تجاوز الـ36 من عمره بالوتيللي لاعب الميلان الشاب، (23 عاما)، ولقنه درسا في كرة القدم وأثبت له أن السن لا أهمية لها عندما يعرف المرء ما يفعله والكرة بحوزته. ولم يكن لوكا توني أفضل لاعبي هذه المباراة فقط لأنه سجل هدفي فريقه (2-1)، بل هناك ما هو أكثر من ذلك بكثير. فلم يكتف مهاجم فيرونا المخضرم بالقيام بواجب التسجيل (وهو واجب صعب)، لكنه أظهر للجميع كيف وكم ينبغي للاعب قلب الهجوم أن يتدرب وكيف يتحرك ومتى ينبغي مهاجمة المساحات الخالية ومتى يجب أن يبحث عن زملائه لتمرير الكرة. لقد حمل توني فريقه بأكمله على كتفيه وكان مثالا يحتذى وبذل جهدا كبيرا، حيث كان يعود للدفاع في الضربات الثابتة للمنافس ويقاتل على كل كرة بحماس وتصميم. ويعتبر التخلص من مثل هذا اللاعب جريمة لا تغتفر، ويعني هذا أن الكبار عندما تكون لديهم قدرات كبيرة (فنية ومعنوية) يمكنهم نقلها للفريق فإنهم يصبحون قادة لفرقهم وينبغي للجميع اتباعهم.

ولعل بالوتيللي يحتاج إلى مشاهدة أداء توني في هذه المباراة إذا كان يرغب في أن يصبح نجما فذا، وهو ما لم يتمكن منه حتى الآن مع الميلان. فقد لمس لوكا توني 47 كرة خلال اللقاء وكان بمثابة مرجعية لزملائه في الشق الهجومي. فكان زملاؤه يبحثون عنه في مرحلة فض الاشتباك. وما يؤكد أداء توني الرائع هو قيامه بـ13 مواجهة للمنافس، نجح في ثمان منها وخسر خمس. ويعني هذا أنه ظل يبذل جهدا كبيرا طوال المباراة وأنه سبب إزعاجا كبيرا للمنافسين (لا سيما في مرحلة بناء الهجمات) وأنه لم يترك أي حرية للاعبي قلب دفاع الميلان زاباتا وميكسيس. ولم يفقد لوكا سوى ثلاث كرات فقط من أصل 47 كرة لمسها ونجح أيضا في استعادة إحدى هذه الكرات الثلاث. وأظهر المهاجم الفذ أيضا فعالية كبيرة أمام المرمى، فضلا عن قدرته الكبيرة على قيادة فريقه وتوحيد صفوفه. فقد نفذ توني أربع هجمات على المرمى، سجل منها هدفين، ونجح أبياتي حارس الميلان في صد هدفين آخرين. وذكر لوكا توني الجماهير في هذه المباراة بخطورته الكبيرة على المرمى عندما كان يلعب مع المنتخب الإيطالي عام 2006 وتوج معه بلقب كأس العالم في ألمانيا.

وعلى الجانب الآخر، لم يشكل بالوتيللي أبدا الخطورة التي كان البعض يتوقعها منه، ولا شك في أن فكره كان مشغولا بمسألة الهتافات العنصرية وما كتبه عنها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد صنع بالوتيللي هدف الميلان من تمريرة جميلة لبولي وشكل خطورة على مرمى فيرونا من تسديدة متقنة أبعدها الحارس رافايل، لكن بالوتيللي لمس 53 فقد سبعا منها وأخفق في أربع مراوغات. وبالنظر إلى أن مهاجم الميلان الشاب لم يكن يواجه أفضل دفاع في إيطاليا فإن أدائه يعبر دون شك عن انخفاض مستواه. ويبدو أن بالوتيللي لا يحظى بالدعم الكافي من نيانغ والشعراوي اللذين يتحركان على جانبيه، وأن تفاهمه مع لاعبي خط الوسط ليس كبيرا. وقد حاول بالوتيللي القيام بدور صانع الهجمات لزملائه (خمس مرات)، لكنه لم ينجح في ذلك. ويعني هذا أنه لم يتمكن بعد من حمل فريقه على كتفيه وأنه لم يصبح حتى الآن مركز ثقل الفريق. ونفذ اللاعب الأسمر 22 تمريرة، منها 15 تمريرة سليمة وسبع تمريرات خاطئة، وهو عدد كبير بالنسبة للاعب مثله.