التغيير نحو الأسفل!

مسلي آل معمر

TT

نجح عبد الله البرقان رئيس لجنة الاحتراف في التسويق لعمل لجنته، وحاول إيهام الوسط الرياضي بأن الوضع تغير، وأن الاستثناءات والتجاوزات قد ولت إلى غير رجعة، ورغم عدم قناعتي بكل تلك التصريحات، فإنني قلت بيني وبين نفسي: شمس تطلع خبر يبان.

صحيح أنني لمحت نيات اللجنة في التساهل مع الأندية على حساب اللاعبين، وهي تعلن أنها لن تنظر في الشكاوى التي لا تسبق بداية فترة التسجيل بشهر، رغم أن اللائحة لم تصدر إلا قبل بداية الفترة بأسبوعين، وكتبت عن ذلك في هذه المساحة، لكنني كنت متأكدا أن الأيام ستبدي كل شيء، أما الآن وقد سمح لكل الأندية تقريبا بالتسجيل، وأغلب هذه الأندية سجلت بالطريقة السابقة، وهي تقديم مسيرات شكلية دون تسليم الرواتب، وذلك بالضغط على اللاعبين من قبل إدارات الأندية، أقول الآن انكشفت الأمور، حيث إن اللجنة كانت تستطيع أن تطلب قسائم الإيداعات البنكية في حسابات اللاعبين وليس المسيرات، وهذا ما يجعلنا نترحم على لجنة صالح بن ناصر التي كانت على الأقل صارمة في جوانب حقوق اللاعبين.

بالنسبة إلي أرى أن استقرار الجوانب المادية للاعبين أمر مهم جدا في أي دوري محترفين، فلا يمكن أن نطلق عليه دوري محترفين والرواتب تتأخر حتى 5 أو 6 أشهر، لهذا أتمنى أن يقف عبد الله البرقان وأعضاء لجنته أمام هذه التساؤلات: ما الفرق بين الجدولة وتقديم المسيرات الوهمية؟.. وهل راعيتم أن المدة الفاصلة بين نهاية الموسم وبداية فترة التسجيل لا تصل إلى شهر؟.. وهل تريدون من اللاعب المتضرر أن يقدم شكواه ضد ناديه أثناء الموسم؟

أين استثماراتهم؟

كان كثير من الزملاء يقول إن شركات الاتصالات تجني مئات الملايين من وراء عقود الأندية، طبعا دون الاستناد إلى معلومة، بل إن البعض طالب بفسخ هذه العقود، كنت شخصيا أرى أن كلا الطرفين رابح، دون أن تكون الغلبة لطرف دون آخر، ثم جاءت الأيام لتسقط الكثير من المنظرين في هذا المجال.. حيث انتهت العقود دون أن تجد الأندية من يرعاها، ووقعت في مشكلات مادية كبيرة، ولو أن الشركات كانت تجني مئات الملايين.. فلماذا تحفظت على التجديد مع الأندية؟

سأعود بالتفصيل إلى هذا الموضوع لاحقا بمقال مفصل، لكنني أظن أن الوعي والاحترافية في هذا المجال ما زالا قاصرين، سواء في الأندية أو لدى المستثمرين، فالأندية مثل التاجر الذي يفكر في كسب اللحظة ولا يتنبه إلى أهمية السمعة أو خدمة ما بعد البيع، أما المستثمرون فهم كتاجر العقار الذي يريد أن يجرب حظه في صناعة التقنية!