كفاءة فنية لا فزعة وطنية!

هيا الغامدي

TT

لفت انتباهي بأندية دوري عبد اللطيف جميل، وكذلك ركاء، صبغة المدربين الأجانب كأكثرية عددية، وخاصة بدوري جميل، فالوطني الوحيد الذي يقف بين هؤلاء «الجابر» مدرب الهلال!

بينما يتواجد أربعة مدربين وطنيين بدوري ركاء بأبها «سعد البشري»، والكوكب «سلطان خميس»، وحطين «عبد العزيز الخثلان»، والخليج «سمير هلال»!

في حين يمثلنا في الخارج «الأردن»، طاقم سعودي فني مكون من علي كميخ «مدربا»، وماجد علي «لياقة»، وعبد الرحمن الحمدان «مدرب حراس»!

وباتجاه معاكس أبقت 10 أندية ممتازة على خدمات مدربيها السابقين، في إشارة إلى مغزى الاستقرار الفني والنضج الذهني والهارموني والنجاح، وإن لم يرتبط بالبطولات، وأخص بالأندية التي وفقت مع مدربيها الشباب «برودوم»، والاتحاد «بينات»، وقبلهما وأهمها الفتح «فتحي الجبال»!

في حين هبت عواصف التغيير على الهلال والأهلي والاتفاق والنهضة، فسامي كان خيار الإدارة الهلالية التي منحته الثقة ليس كمدرب وطني محترف فحسب، ولكن لكونه ابن النادي ولاعبا سابقا له بصمته الواضحة على تاريخ الفريق، وإداريا محنكا صاحب قرار واختيار، وأعتقد أن التكليف تشريف وتأكيد على الثقة لا أكثر، فالمتأمل قد يرى أن الإدارة كان بمقدورها جلب مدرب أجنبي عالمي «اسم كبير»، ولكن فضلت الجابر دعما له ولمصلحة النادي الذي تضرر كثيرا، وأخيرا من جوقة المدربين الفاشلين!

الأهلي اتجه إلى خيار «بيريرا»، والاتفاق فضل خبرة وتمرس وخلفية «بوكير» عن الكرة السعودية والأندية المحلية والملاعب وطبيعة اللاعب الوطني، والاتحاد واصل مع «بينات» الأنسب للمرحلة الاتحادية الحالية، في حين أعاد النهضة الروماني «إيلي بيلاتشي» للملاعب السعودية بعد مواسم نجاحاته مع الهلال!

المهم وما يهم على السطور أو فيما بينها أن الحديث عن المدربين الوطنيين دائما ذو شجون، وغالبا لا يخرج عن إطار «الحالات الطارئة»، بالمعنى القبلي «الفزعة»، والابن البار لا يرد النداء ويلبيه وإن كان يقابل بالجحود والنكران وهضم حقوقه الفكرية والأدبية وإن لم يكن المادية بمقابل الأجنبي، ولا يجد الدعم اللازم ولا ثقة وسعة صدر «ربع طلبتك»!

والسبب أنه ليس لدينا ثقة ولا إيمان بالموهبة الوطنية، أو بالأصح «المنتج المحلي»، وإن حصل على أعلى الأوسمة والشهادات... إنها لمركبات نقص مزمنة! مدربونا الوطنيون كفاءات فنية لا ينقصهم شيء ليصلوا إلى تاريخ المدربين الوطنيين الأجانب الكبار، سأعطي مثلا بـ«فيرغسون» على سبيل الوطنية، وإن كان أسكوتلنديا لكنه تعامل مع الفريق الإنجليزي الذي دربه 26 سنة «ألمان يونايتد» تعامل المدرب الوطني، وهم عاملوه كوطني، عطفا على الصبغة الجغرافية وأنثروبولوجيا المنطقة!

الوطني الإسباني «غوارديولا» لعب وترعرع في برشلونة، مارس التدريب فيه مباشرة بعد اعتزاله، وعاد إليه وحقق معه نجاحات غير مسبوقة، وكذلك مع الفرق الوطنية السنية من واقع ثقة أصحاب القرار والجمهور وقبلها الاتحاد الإسباني!

بالنسبة لنا لا ينقصنا سوى نبذ مركب النقص البغيض من عقولنا وأذهاننا ليعطى المدرب الوطني الخانة الفنية اللائقة بموهبته ومهارته والفرصة والزمن لنرى ما لا يقل عن الآخرين من إبداعات تولدت من عمق التجربة الموثوقة بالذهنية التدريبية، التي لا نراها إلا عبر الشاشات تنظر من فوق برج عاجي «لو كنت مكان س لوضعت ص»، أعطوهم الفرصة على سبيل التجربة، وكل شيء وارد طالما أن المسألة مع أو من دون المدرب الوطني قيد التجريب ولا شيء مضمون!

[email protected]