حكاية أقوى دوري عربي!

عادل عصام الدين

TT

بدأ وصف الدوري السعودي لكرة القدم بأنه أقوى دوري عربي بعد نهائيات كأس العالم بالأرجنتين عام 1978.

لم يكن السعوديون وحدهم من قالوا ذلك؛ بل كنا نسمع غير السعوديين أيضا وهم يشيدون بالدوري السعودي ويرون أنه الأقوى عربيا، ثم جاء تحسن النتائج عربيا وآسيويا في النصف الأول من الثمانينات معززا لهذه القناعة؛ بل هي في واقع الأمر حقيقة؛ لأن الكرة السعودية جلبت أسماء عالمية وعربية لها وزنها إلى جانب أسماء سعودية لفتت الانتباه ولوت الأعناق، وهي تعد من أفضل ما قدمته الملاعب السعودية في تاريخها.

جئت مع زملائي من الأرجنتين وبعدها بأيام شاهدنا لاعبين دوليين من البرازيل والسويد وألمانيا ومنتخب تونس الذي شارك في النهائيات نفسها، ومن ينسى تميم وذياب وبن عزيزة والكعبي وعقيد وغميض ونجيب الإمام وذويب والعقربي وأسماء أخرى، سواء من تونس أو من بقية الدول العربية مثل السودان حيث شاهدنا قاقارين والنقر وإبراهوما.

لم يكن للتصنيف أي وجود، بيد أن كل المؤشرات كانت تؤكد التميز السعودي. أما الآن فلا تميز ولا يحزنون، فقد باتت الأسماء الأجنبية أقل كفاءة ومقدرة، ولم نعد نشاهد الدوليين الذين لهم وزن وثقل إلا في ما ندر، وتراجع مستوى السعودي لأسباب مختلفة، على الرغم من أنه بعد الأرجنتين كان هاويا وصار اليوم محترفا، مع أن أحد الزملاء يؤكد أنه مجرد تغيير للاسم؛ لأنه في واقع الأمر ما زال هاويا.

أتحدث عن النظام واللوائح، ذلك أن النظام يشير إلى أن السعودي تحول إلى الاحتراف. تخلى رجال الأعمال عشاق الرياضة عن حماسهم ولم نعد نشاهدهم بأعداد كبيرة كما كان يحدث في الماضي، فكان من بين أسباب تراجع الكرة السعودية. تراجعت الأندية وتدهورت حالة الملاعب والمنشآت، فكان لا بد أن يتأثر المنتخب وتتراجع أسهمه على مستوى الأندية والمنتخب، ثم لا يجب أن نتجاهل دور المؤسسة الرسمية واتحاد اللعبة وعدم اهتمامهما بما يساعد على عدم التوقف والارتقاء باللعبة.

من يصدق أن الفريق السعودي لم يعد من بين العشرة الأوائل آسيويا ولا عربيا؟! من يصدق ذلك؟! فهل يحق لنا أن نزعم أن دورينا هو الأفضل عربيا وقاريا؟! بالطبع لا يحق لنا ذلك؛ لأن الشواهد تقول ذلك كما يؤكده التصنيف الذي لم نكن نعرفه خلال المرحلة الذهبية.

لقد استغربت حين غضب بعض الزملاء؛ لأن الاتحاد السعودي استعان في بطولة «osn» الدولية بمنتخبات غير قوية هي نيوزيلندا وترينداد والإمارات، ونسي هؤلاء أن كل هذه المنتخبات تقع في مركز أفضل في التصنيف العالمي، مقارنة مع موقع الفريق السعودي، وقد جاءت خسارة الفريق السعودي على أرضه أمام نيوزيلندا لتؤكد هذه الحقيقة المرة.

لقد أحسن المسؤولون في الاختيار؛ لكن السؤال الأهم: متى يحسنون القيام بدورهم في تحسين مستوى كرة القدم السعودية؟!