منتخب إيطاليا سيكون في أيد أمينة

لويجي جارلاندو

TT

جيجي بوفون معه حق، فالكلمة المفتاح هي الاستمرارية. سيتعين على المدير الفني الجديد لمنتخب إيطاليا المواصلة على طريق برانديللي، حيث اللعب المهاري الذي أعاد إلينا الهيبة الدولية والمسؤولية الإدارية التي قربت المنتخب إلى الجماهير. ويقدم ألبرتو زاكيروني وماسيمليانو أليغري، أبرز المرشحين لخلافة المدير الفني الحالي، ضمانات طيبة في هذا المعنى، وإن كانا يجسدان الدور بطريقة مختلفة، كما هو طبيعي، مع تذكر 14 عاما كفارق في العمر بينهما أيضا.

وقد يحمل زاكيروني في جعبته قيمة الخبرة، حيث درب لمدة 15 عاما في الدوري الإيطالي (فاز بدرع دوري، وجائزة أفضل مدرب مرتين)، مع القليل من فترات التوقف، وهو المدير الفني الحالي لمنتخب اليابان، وفاز معه بكأس آسيا، وحقق التأهل السريع كالبرق إلى مونديال العام القادم. إنه يمتلك معرفة وخبرة مدرب المنتخب، علاوة على خبرته كمدير فني. إن عمر زاكيروني يمنحه مناعة ضد حماس المدرب الشاب الذي يحتاج الملعب بشكل يومي. إن تدريب الأزوري سيكون التتويج الطبيعي لمسيرة متميزة، والثرية بالمعارف الدولية، كما أنه دائما ما علم كرة قدم هجومية، من طريقة اللعب 3 - 4 - 3 الخاصة بأودينيزي إلى 4 - 2 - 3 - 1 لليابان والتي وجهت لنا صفعات في كأس العالم للقارات حتى أن بالوتيللي قد غرد على تويتر «تهاني لمنتخب اليابان، قدم مباراة كبيرة، وإنه فريق مذهل». حيث الأداء الهجومي، والقوة والسرعة، وهو ما يعجب سوبرماريو. وبالنسبة للتشجيع العالمي (إنتر، ميلان، يوفي..) يستمتع زاكيروني بجعبة دبلوماسية غنية، ومهمة نظرا لأن منتخب إيطاليا وبطولة الدوري يدخلان في صراع كثيرا. كما أن التفاهم مع ألبرتيني (لاعبه السابق) وساكي (والاثنان من إقليم رومانيا) هما قيمة إضافية.

فيما يملك أليغري الشاب، الذي منذ خمسة أعوام كان لا يزال في دوري الدرجة الثالثة، بروفايل مدير فني أقل علما، لكنه ليس ضعيفا كما قد يبدو. وكان التوبيخ للاعبيه عقب مباراة فيرونا - ميلان يتماشى مع العناية بالسلوكيات من جانب برانديللي الذي لم تكن صدفة انتقاده لبالوتيللي والشعراوي الاثنين الماضي حينما قال: «إنني أثق بعمل أليغري». إن الانسجام والتفاهم مع مجموعة الميلان التي ستكون حاسمة أيضا في الحقبة الجديدة للأزوري، وبوجه عام توحد الروح الذي، لأسباب تتعلق بالعمر، سيتمكن من صنعه مع منتخب تم تجديد دمائه، هي نقاط قوته. كما أن لاعبي الأزوري الكبار في السن، وجنود ليبي السابقين، في ظل قيادة مدرب أقل صرامة وأكثر انطلاقا، ربما يجدون دوافع جديدة للبدء من جديد. كما أن أليغري سيسمح لنا بشغف شديد. كما أنه دائما ما تحدث عن عشقه للمنتخب الإيطالي، وإن كان هذا في أوقات لا تحمل شكوكا. وبالنسبة إليه لن يكون الوصول طبيعيا، وإنما اختيار مسبق، بفارغ الصبر. أيضا على حساب خسارة أموال، فليس لديه حب المال مثل كابيللو ولا صوفية العمل مثل كونتي. كما يجيد الاستفادة من فترات الراحة الطويلة، من دون ملل أو قلق، ربما على شواطئ مدينة ليفورنو، وسيضع الحماس المناسب في فترات الإقامة في كوفرتشيانو. صحيح أنه سيتفق مع ساكي، لكن ماذا عن الميثاق الأخلاقي؟ إنه الترشيح الأكثر إثارة. فمن أليغري إلى زاكيروني، فإن منتخب إيطاليا سيكون في أيد أمينة على أي حال.