الآزوري يحاول تحطيم أسطورة الهزيمة في البرازيل

سبيستيانو فيرناتسا

TT

سيكون المونديال المقبل الخامس في أحد بلدان أميركا الجنوبية. ولم تكن تجربة إيطاليا في النسخ الأربع الماضية بأميركا الجنوبية متميزة، حيث لم تشارك في مونديال 1930، وتم إقصاؤها في الجولة الأولى (عامي 1950 و1962) وحصلت على المركز الرابع في عام 1978. ويتحسن المشهد عند الانتقال إلى أميركا الوسطى أو الشمالية، حيث فاز الآزوري بالمركز الثاني مرتين (في المكسيك 1970 والولايات المتحدة الأميركية 1994) وخرج من دور ثمن النهائي (في المكسيك 1986). لكن مونديال البرازيل في أميركا الجنوبية، عن ذلك علينا التحدث.

نذكر أن أول مونديال في تاريخ كرة القدم أقيم في أوروغواي عام 1930 لم تشارك إيطاليا به، وكان السبب المعلن رسميا بعد المسافة، وكان تشارلز ليندبرغ أول من يعبر الأطلسي عام 1927، وحينها كانوا يجتازون المحيط بالسفن. وفي الواقع لم يرسل الاتحاد الإيطالي لكرة القدم المنتخب لأنه كان يخشى أن يثأر الأوروغوانيون من الإيطاليين، نظرا لأن كرة القدم الإيطالية كانت تمشط أميركا الجنوبية بحثا عن اللاعبين الأرجنتينيين ذوي الأصول الإيطالية، ومونتفيديو لم تستحسن ذلك. وأقيم المونديال الأول بعد الحرب العالمية الثانية في البرازيل. وكان المنتخب الإيطالي لا يزال يعاني من صدمة الحادثة الجوية في الرابع من مايو (أيار) 1949 التي راح إثرها جميع عناصر تورينو. وهزت المأساة البلاد والمنتخب وخلقت فوبيا الطيران. وفي عام 1950 كان من الممكن الوصول إلى ريو دي جانيرو بالطائرة، لكن اللاعبين كانوا متأثرين جدا بالحادثة؛ لذا ذهبوا عن طريق الإبحار من نابولي إلى سانتوس. وخلال ثلاثة أسابيع من الإبحار تدرب الفريق على ظهر السفينة، لكن الكرات كانت سرعان ما تغرق في البحر، وبالتوقف قليلا في لاس بالماس تدرب الفريق قليلا بشكل حقيقي وانتعش مع الكرة. وفي ساو باولو أقام الفريق في فندق يستضيف راقصات أرجنتينيات. ولعبت إيطاليا مباراتين، لأن الفريق الرابع في المجموعة، وهو فريق الهند انسحب من البطولة. وانهزم الآزوري أمام السويد وفاز على باراغواي، وتخطى السويد بنتيجة 2-2 مع باراغواي. وأزالت الرغبة في العودة سريعا إلى المنزل من القلب أي خوف من الطيران.

وفي تشيلي عام 1962، جاء الآزوري تحت قيادة لجنة فنية؛ شكلها باولو ماتسا (رئيس ناد) وجوفاني فيراري (مدرب)، وبعيدا عن انتقادات الصحافيين كان في سلطتهم التدخل في تشكيلة الفريق. وكتب الكثير من الصحافيين الإيطاليين تحقيقات صحافية حول ظروف الحياة القاسية في تشيلي، مما أشعل الأجواء في سانتياغو. وتعادلت إيطاليا مع ألمانيا الغربية ثم واجهت تشيلي، التي عرفت في التاريخ الكروي بمعركة سانتياغو. وانحاز الحكم الإنجليزي أستون تماما ناحية التشيليين، وطرد فيريني وديفيد. وتلقى ماسكيو ضربة كسرت أنفه، بينما تظاهر أستون بعدم رؤية شيء. وتعرض ديفيد أيضا للضرب، وتدخلت الشرطة أكثر من مرة في الملعب. وخسرت إيطاليا 0-2، وعلى الرغم من الفوز التالي على سويسرا تم إقصاؤها من البطولة.

وأقيم مونديال الأرجنتين 1978، بينما كان العسكريون يعذبون ويقتلون المنشقين. وفي الملعب كان مونديال اكتشاف باولو روسي الذي سجل هدفا في مرمى فرنسا وهنغاريا. وهزم هدف بيتيغا الأرجنتين في المباراة الأخيرة من الجولة. وفي المرحلة الثانية من دور المجموعات، تعادل الآزوري مع ألمانيا الغربية، وتخطى النمسا (بهدف روسي أيضا)، وخسر أمام هولندا بسبب تسديدتين عن بعد صبتا وابلا من الانتقادات على حارس المرمى دينو زوف. وفي النهائي، انهزمت إيطاليا في المركز الثالث أمام البرازيل، بسبب كرات طويلة أيضا، فتلقى حارس المرمى سيلا من الانتقادات، وعوض ذلك في مونديال إسبانيا 1982. ونذكر أن هناك قناعة منتشرة بأن المنتخب الإيطالي عام 1978 تحت قيادة إنزو بيرزوت كان من بين الأفضل من ناحية الكفاءة وكثافة اللعب.