دعوه يعمل.. ومن ثم حاسبوه!

هيا الغامدي

TT

كما جرت العادة قبيل مشاركة منتخب المملكة العربية السعودية بأي محفل خارجي رياضي قاري وإقليمي، يبدأ الموعد المعتاد مع جملة الأفواه المضادة لخيارات المسؤول الأول عن المنتخب (المدرب)، وتبدأ معها جملة التحطيم المعتادة بكل أدوات العمل الفني داخل المنتخب.. والإداري كذلك!

حتى إننا لنجد أن المدرب يضع بخانة حساباته كل مرة يقود فيها المنتخب خصما ثابتا أشد وأقوى وأكثر تأثيرا خارج الملعب من الإعلام أو الشارع الرياضي الذي يتفاعل ويتعاطى ويتأثر بمردودات الطروحات السلبية غير المتزنة تجاه المنتخب والعمل الفني داخله!

لهؤلاء نقول لوبيز كارو هو الرجل المكلف بتدريب المنتخب والشخص المسؤول عن مردوداته من إيجاب وسلب، وهو الأقرب (الأعلم) والمدرك لحقيقة وكيفية ونوعية الخطة الفنية التي يريد السير عليها وتطبيقها في الملعب، وهو المعني باختيار الأدوات التي تساعده على تطبيقها ووضع الآليات التي تمكّنه من تحقيق ذلك! والأكيد أن لديه معايير جد دقيقة لذلك، فما من داع يظهر كل يوم لنا ناقد أو إعلامي أو أيا كان ينتقد الطريقة والأسلوب الذي يختار به المدرب لاعبيه أو حتى أسماءهم! لأن ذلك كله سيزيد الحمل على المدرب واللاعبين وسيشكك بإمكاناته وإمكاناتهم وسيزعزع المنتخب وسيبعثر تركيزه! وبالتالي سنعود للمشكلة الأزلية المعتادة بالنكوص للوراء، وهو الذي لم يعد يحتمل التراجع ومنظر منفر للسهم الأحمر!

المأخذ الوحيد هو التساؤل عن جدوى تنظيم بطولة OSN الودية الدولية؟! والاختلاف - الإشكال حسب رأيي ليس بالهدف التجريبي والاحتكاك واللعب والاستفادة من المنتخبات المختارة التي هي أفضل منا بمراحل زمنية وفنية كثيرة، لكن (لكن) أعني إطار البطولة أو (الفائز والخاسر) والذي كنت أخشى وحدث من أنه سيحبط معنويات منتخبنا ويزعزع الثقة به أكثر. نحن شعب عاطفي وإن كانت ودية لا بد أن يرسخ بالأذهان أمر كهذا، وكنت أرى لو أنه تم تقسيمها لعدة وديات لكان أفضل من الخروج بخسائر وتذيل للفرق، هذا مع أهمية اللعب أمام منتخبات كنيوزيلندا وترينداد توباغو التي لا يعلم البعض مكانها بالخريطة والإمارات التي لم يتسن لنا ملاقاتها! المأخذ تنظيمي فقط!

جميعنا رأينا الأبيض الإماراتي بطل البطولة وهو المنتخب الأفضل حاليا على مستوى المنطقة، لكن هل فكرنا قليلا لماذا تفوق على الأقوياء؟! ولماذا يبهرنا هذا المنتخب كل مرة يشارك فيها في بطولة؟! لا يجب أن نستغرب، فالجهاز الفني الوطني قدرة بشرية فنية عملية موثوق بمخرجاتها، واللاعبون مجموعة من العناصر يجمعها التفاهم والانسجام والهارموني، والبقية تأتي ضمن الإطار، ونحن العكس تماما كل يوم مدرب وخطة ولاعب منضم وآخر مستبعد وقائمة انتقادات لتحطيم المعنويات (والشماتة)... لا أكثر!

قلناها مرارا لا يجب أن نضع بأذهاننا التصنيف حاليا بقدر التركيز الفني والذهني والنفسي على المرحلة الآسيوية المهمة وتجاوز خصوم ليسوا بالساهل وإن مرت مرحلة الذهاب بسلام وإن تصدرنا المجموعة!

الإصلاح يبدأ من الداخل من نظام الاحتراف وتطبيقه من الأندية، ومن اللاعب نفسه مدى التزامه بالاحتراف وتطبيقه، من كل صحافي وكاتب وإعلامي ومشجع عادي أن يضع بذهنه مسألة واحدة وثابتة (المنتخب) الممثل الرسمي للوطن وقائمة مكتسباته الفعلية، هذا مع العلم أن بداخل المملكة أكثر من 28 مدربا ينافسون لوبيز كارو على منصبه. أعانه الله بالمهمة ووفق منتخبنا!