بطولة الدوري رائعة ولا يمكن توقعها

ألبرتو تشيروتي

TT

الصدارة المنفردة لفريق نابولي ليست معجزة، وكان الفوز الثالث للفريق برصيد تسعة أهداف في ثلاث مباريات، قد جاء في الدقائق الأخيرة فقط حينما حرر بينيتيز هامسيك من الجمارك ومعه سحق الثنائي هيغواين- كاليخون مقاومة فريق أتلانتا. وهكذا، بسبب التعادل الذي فرضه عليه فريق إنتر المتحول بقيادة المدرب ماتزاري، اكتشف يوفنتوس أفولا جديدا، فلم يكن قد اعتاد بعد النظر إلى القمة من أسفل لأعلى، منذ كان قد أقلع عشية عيد الفصح عام 2012 نحو لقبيه المتتاليين. حينها اجتاز الميلان، المنزلق لأسفل أكثر دائما، مثلما رأينا أمس أيضا في تورينو، حيث نجا بنفسه في الثانية الأخيرة وانتزع تعادلا مثيرا للجدل بهدفين لكل فريق من خلال ركلة الجزاء المعتادة لبالوتيللي المعتاد، حينما عاد كاكا المنطلق مع الفريق من جديد إلى مقعد البدلاء.

وبينما يتراجع الميلان خطوة قبيحة إلى الوراء، في الأداء قبل النتيجة، يؤكد فريق نابولي امتلاكه قوة هجومية فريدة في بطولة إيطاليا، لأن هيغواين وحتى كاليخون، صاحب ثلاثة أهداف موزعة على ثلاث مباريات، قد اندمجا تماما، واتضح أنهما هديتان ثمينتان من ريال مدريد، وإن كانتا مكلفتين. وبالنسبة لما رأيناه في ثاني انطلاقة له بالدوري الإيطالي، لا يمكننا أن نقول الشيء ذاته عن كاكا، الذي عاد إلى ميلانو دون مقابل وبلا انتصارات إلى الآن. إن القميص رقم 22 القديم وارتداء شارة قيادة الفريق حال خروج مونتوليفو لم يكونا كافيين لانطلاق البرازيلي من جديد، لكن إذا كان الميلان يتلعثم كرة القدم، دون إيقاع ودون أفكار، وصفعه فريق تورينو الذي وصل للتقدم المستحق 2-0، فإنه لا يتحمل الذنب بالطبع.

وبالتالي، في نهاية مقدمة المرحلة الثالثة من الدوري، وبالنسبة لحجم الخصم وبعيدا عن النتيجة، فإن الفريق الذي يترك انطباعا أفضل هو الإنتر، وخاصة لأدائه الذهني، لأنه سواء في الشوط الأول حينما آثر الانتظار، أو في الثاني حينما هاجم بقناعة أكبر، يلعب دائما بنفس قوة اليوفي الذي يظل أعلى فنيا، بل إنه استطاع إخافته أيضا. وبما أن ثلاثة مؤشرات تشكل دليلا، فإن التعادل 1-1 أمام حامل اللقب، بعد قهر جنوا في ملعبه وكاتانيا في عقر داره، يؤكد بصورة نهائية أول نجاح كبير لماتزاري، والقادر على إعادة بناء فريق حقيقي مبكرا مقارنة بالمتوقع، والذي لا يزال عليه التحسن من ناحية الكفاءة، لكنه «فريق» بالفعل. وهذا السبب الذي يجعل التعادل يساوي انتصارا، وصفق له جمهور سان سيرو الذي يثمن كل شيء وخاصة تحول ألفاريز والمفاجآت الأخرى، من إيكاردي الجديد الذي سجل أول أهدافه مع الإنتر والرابع في اليوفي بعد ثلاثة سجلها من قبل بقميص سمبدرويا، إلى ميليتو العجوز، الذي بزغ في مقعد البدلاء، دون التقليل من شأن كوفاسيتش، وهو مشروع بطل صغير. لكن الويل لمن يزدري يوفينتوس ورغبته الشرسة في رد الفعل، والتي يشهد بها هدف التعادل السريع لفيدال. كل هذا يؤكد روعة بداية الدوري الإيطالي هذه وعدم إمكانية التنبؤ بنتائجها.