قراءة...!

عادل عصام الدين

TT

يلفت نظري ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتصريحاته القوية المقنعة التي تدل على حرص كبير على مصلحة اللعبة وتطورها. يتميز بلاتيني بالصراحة إلى درجة المواجهة مع دول القارة المتميزة في اللعبة مثل: إنجلترا وإيطاليا وفرنسا، وهو ينظر إلى البعيد نظرة حريص خبير، ويقرأ ويمحص تماما كما كان يفعل في الملعب عندما كان قائدا للمنتخب الفرنسي.

يقول بلاتيني إن موهبته كانت تكمن في قدرته على القراءة، ويقصد قراءة الملعب، والحقيقة أن القارئ الجيد في الملعب عملة نادرة، ولعل من أهم شروط ومميزات القائد الحركي في الملعب القدرة على قراءة حركة الكرة، وتحركات اللاعبين، وتموضع لاعبي الفريقين، ولا يجيد هذه القراءة إلا من يملك الموهبة ويطورها. ولا شك أن ملاعبنا تعاني هذه الأيام عدم وجود فنانين أمثال بلاتيني.

أما أنا فقد قرأت أن الموهبة تصنع الانتصارات، لكن العمل الجماعي يحقق البطولات، بمعنى أن الموهبة وحدها ليست كافية، بل لا بد أن تستغل بالعمل الجماعي، ولذلك تخسر بعض الفرق، ويخسر منتخبنا حين يكون الاعتماد على الجانب الفردي وعلى الموهبة الفردية دون أي تقدير للعمل الجماعي.

ويطالب المدرب الشهير مورينهو بالاستعداد الكامل على مدار الموسم بالقول: «كن مستعدا للعب 60 أو 70 مباراة في الموسم». والسؤال: هل اللاعب هنا مهيأ وقادر على لعب هذا العدد من المباريات؟!

وكان قابي روبرت لفت الانتباه حين قال عام 1986 إن كرة القدم ستصبح أسرع مع مساحة أقل وزمن أقل. وأضاف لوبانوفسكي عام 1996 أن اللاعب يجب أن يكون سريعا في رد فعله وكل حركة ورد فعل يحدثان بسرعة. فكر بسرعة، وتحرك بسرعة. هذه هي كرة المستقبل، والحقيقة أن هذا المستقبل قد بدأ بالفعل حيث كرة القدم كما يقول جيرارد هولييه تعتمد على السرعة والمساحة والقوة التكتيكية والبدنية. ويضيف هولييه كلاما فنيا مهما، ويشير إلى أهم لحظة في كرة القدم وهي حين تخسر الكرة أو تكسب الكرة. إنها إشارة إلى أهمية التموضع وكيفية التحرك بعد كسب أو خسارة الكرة أثناء المباراة.

وقد ركزت الدراسات الحديثة على أهمية عاملين هما الزمن والمساحة. كيف تكسب المساحات في زمن أقل؟!