عدوى إقالة المدربين تنتقل إلى ألمانيا وإنجلترا

كارلو لاوديزا

TT

إنه أمر غريب لكنه حقيقي. فبعد أربع جولات من الدوري الإيطالي ما زالت الأندية الإيطالية تحتفظ بجميع مدربيها كما هم. ولم تحدث بعد أية إقالات وهو خبر طيب لمدربينا وكذلك لرؤساء الأندية الإيطالية المعروفين بولعهم بتغيير المدربين.

ويبدو أن الدوري الإيطالي قد تبادل الأدوار هذا الموسم مع كبرى بطولات الدوري الأوروبية الأخرى. فقد قام ناديا هامبورغ وشتوتغارت في الدوري الألماني، على سبيل المثال، بتغيير مدربيهما. وودع الدوري الإنجليزي بالفعل باولو دي كانيو مدرب ساندرلاند، بينما يبقى مستقبل مارتين جول مدرب فولهام معلقا على خيط رفيع. وتكشف هذه الإقالات عن توتر مبكر وقرارات يائسة ومتسرعة كانت في الغالب هي السمة المميزة للدوري الإيطالي، لكن الأحداث الأخيرة تكشف أن هذا الفيروس بدأ يظهر في كل مكان. ولعل الإداريين ورؤساء الأندية في إيطاليا هم الآن حملة هذا الفيروس الأصحاء بعد أن بدأ المرض ينتشر في الدول الأخرى بسبب عدم الثقة في المدربين.

ولا يمكن على أية حال إنكار أن بعض مدربي الدوري الإيطالي يتعرضون بالفعل لخطر الإقالة. فوضع دي فرانشيسكو مع نادي ساسولو غير مستقر بالمرة، حيث لم يحقق الفريق أية نقطة حتى الآن وتلقى هزيمة موجعة بسبعة أهداف أمام الإنتر في الجولة الرابعة. لكن سكوينزي رئيس النادي ما زال حتى الآن يقاوم فكرة إقالة المدرب وينم هذا عن ثقة كبيرة به. وفي ظل وجود زامباريني رئيس نادي باليرمو المعروف بسفاح المدربين في دوري الدرجة الثانية تسير الأمور على ما يرام في دوري الدرجة الأولى. فمن أجل رؤية مدرب يتعرض للإقالة في الجولة الرابعة بالدوري الإيطالي ينبغي العودة بالذاكرة إلى الموسم الماضي عندما قام نادي باليرمو بإقالة سانينو وتكليف غاسبريني بقيادة الفريق. وفي عام 2011 أخذ رانييري مكان غاسبريني في قيادة الإنتر بعد أربع جولات فقط. وإذا عدنا إلى عام 2010 نجد أن بولونيا قد أقال مدربه كولومبا قبل بداية الدوري، بينما تمت إقالة سباليتي وتكليف رانييري بقيادة روما بعد ثلاث جولات فقط. وقام زامباريني في عام 2008 بإقالة كولانتونو بعد جولتين فقط من عمر الدوري ليحل بالارديني محله في قيادة باليرمو. ولا نجد إقالات أكثر عقلانية في الدوري الإيطالي إلا في عام 2007 عندما استغنى كاموليزي رئيس نادي ليفورنو عن خدمات مدربه أورسي بعد ثمان جولات. لكنها كانت مصادفة لأن الاضطرابات وعدم الاستقرار يضربان الفرق الإيطالية عادة مع بداية الخريف.

فما الذي يحدث إذن هذا الموسم؟ لقد نجح المدربون، لا سيما الجدد منهم، في إثبات جدارتهم حتى في المواقف الصعبة، بل تمكن غارسيا وبينيتيز وماتزاري من تحقيق انتصارات كبيرة ومدوية. ولم يخيب مدربو الفرق الأخرى التي لم تحقق انتصارات كبيرة نتائج جيدة لا بأس بها. وبالتالي من الصعب التشكيك في قدرات ماران ودونادوني وبيولي بسبب نتائجهم مع كاتانيا وبارما وبولونيا حتى الآن. لكن استمرار هذه الهدنة لفترة طويلة يبدو أمرا صعب المنال. فعاجلا أو آجلا (ونتمنى أن يحدث ذلك بعد أطول فترة ممكنة) ستنتهي حالة الوئام. وينبغي علينا إذن أن نستمتع بأداء ونتائج المدربين الطيبة في الوقت الحالي. فقد سادت العقلانية وروح التخطيط الجيد لأول مرة في الدوري الإيطالي، بينما تهرول الأندية في الدول الأخرى نحو التغيير السريع المتعجل.