الفوز يتحقق بالضغط المكثف أم بانتظار الخصم؟

آندريا سكيانكي

TT

هل من الأفضل انتظار الخصم أم مهاجمته في نصف ملعبه؟ وهل من الأفضل الضغط بكثافة أم الانتظار بدهاء ثم إصابة الخصم في الهجمة المرتدة؟ هذه الأسئلة تطرح منذ أعوام وأجيب عنها غالبا وفقا للنتائج. وقبل البدء في الحكم بأي شيء علينا أن نحدد نقاطا ثابتة واضحة لكونها أساسية، وهي أن هدف كل فريق تسجيل الأهداف، ويمكن تحقيق الهدف من خلال عدة تمريرات مع اللعب العميق المفاجئ. وليكن واضحا أنه ليس هناك طريقة أفضل من أخرى، لكن هناك لاعبون أفضل من آخرين. وبمرور الوقت هذا ما يصنع الفارق (أحيانا ننسى ذلك لانشغالنا بالحديث عن طرق اللعب والجوانب الخططية).

سلطت الجولات الخمس الأولى من هذا الموسم الضوء على أربعة فرق؛ «روما والإنتر ونابولي ويوفنتوس». يتخذ روما والإنتر من الانتظار نقطة قوة، حتى وإن اختلفت خصائص العناصر المتاحة لدى غارسيا وماتزاري. وعلى العكس، يطلب المدربان كونتي وبينيتيز من فريقيهما الهجوم وانتزاع الكرة في ملعب الخصم، ثم نفض الغبار عما نسميه «الهجمات المرتدة القصيرة». ويستمر النزاع الأبدي بين كلتا الفلسفتين، ولإجماله وتبسيطه يمكننا أن نطلق عليهما «الطريقة الإيطالية» و«الطريقة الأوروبية» اللتين صاحبتا تاريخ كرة القدم في آخر 40 عاما، منذ أن جلب كرويف وزملاؤه في فريق أياكس في بداية السبعينات فعل اللعب المجمل. إذن، من يلعب على الطريقة الإيطالية هو من ينتظر ويعتمد على الهجمات المرتدة، ومن يلعب على الطريقة الأوروبية هو من يهاجم ويضغط.

ينتمي الإنتر تحت قيادة مدربه ماتزاري بالطبع إلى الفئة الأولى، وهذا التصنيف لا يعتبر إهانة. ونجد أن الشق الدفاعي منظم لأقصى درجة، حيث يشارك به تسعة لاعبين (الوحيد المتحرر من هذا الواجب هو لاعب قلب الهجوم، بعيدا عن حارس المرمى) مع احتلال علمي منظم للمساحات أمام منطقة الجزاء. تفرض طريقة لعب 3-5-1-1 للمدرب ماتزاري إيقاف مناورات الخصم على بعد 20 مترا من مرمى الإنتر. ويتعين على ثلاثي الوسط غوراين - كامبياسو - تايدر تهدئة اللعب حتى الوصول إلى خط المدافعين. ومن الصعب جدا أن يمر الخصوم بسلام من لعب الإنتر الذي يفرض الفوضى عليهم. وما إن يعود الإنتر للاستحواذ على الكرة، ينطلق من جديد بسرعة بإطلاق عمودي فوري للكرة (باستخدام الأجناب غالبا كقاعدة إطلاق، وهنا تظهر أهمية جوناثان وناغاتومو وتغيير غوارين وتايدر أماكنهما في الملعب). واستخلاص الكرة يأتي دائما بمنطقة «متأخرة» من الملعب. ويتشابه الوضع تقريبا مع فريق روما. فلم يكن تسجيل لاعبي روما حصيلة 12 هدفا كاملة في الشوط الثاني على سبيل المصادفة. ويتفوق توتي وبيانيتش ودي روسي وفلورنسي وستروتمان في المهارة الفنية على خصومهم، فبالتالي تكون الخطة أولا بترك الخصم يأتي بما عنده وعندما تنفد طاقاته يصيبه روما. ولا يقوم الفريق أيضا بالضغط العالي ويستعيد الكرة بالقرب من منطقة جزائه. وهذا الأسلوب حاسم في إعاقة خصمه. ويستغل ثلاثي الوسط بيانيتش- ستروتمان - دي روسي مهارته الفنية في التمريرات البينية وإطلاق الكرة والتحرك وتبديل الأماكن لتشتيت الخصم.

من جهة أخرى، يميل أسلوب اليوفي ونابولي أكثر إلى الطريقة الأوروبية، أو على الأقل كما يبدو لنا. ويلعب الفريقان على طريقة ساكي من ناحية الغضب الفردي في الملعب والحدود الخططية القاسية التي تحكم لعبهما. ويعرف اليوفي نفسه بالهجوم، ولتفسير الأمر بطريقة أفضل نقول إن اليوفي يقوم بالضغط على الخصم ما إن يخسر الكرة، ولا يتراجع خطوة للوراء بالطريقة الكلاسيكية، بل يتقدم ويهاجم. وهذه التحركات تتطلب تزامنا مثاليا، وما يجعل ذلك ممكنا هو صلابة خطوط الفريق.