بينيتيز.. صفقة نابولي الأفضل

أنطونيو دي روزا

TT

هو رافائيل بينيتيز، الذي تم تلقيبه في نابولي دون رافا، وهي طريقة لاستقباله فورا كشخص عارف بالجميل ولطيف. ولم يهدر المدرب الإسباني وقتا للدخول في قلب جماهير نابولي. بينيتيز هو أول لاعب قمة يجلس على مقعد بدلاء الفريق، ومدرب بهذه الجعبة من الألقاب، لم يكن مع نابولي من قبل. ليفربول، فالنسيا، إنتر، تشيلسي هي الفرق التي حقق معها بطولات مهمة، وهي لقب الدوري الإسباني مرتين، ولقب شامبيونزليغ، وكأس السوبر الأوروبية، والدوري الأوروبي، من دون أن ننسى المراكز المتقدمة التي حققها بالدوريات المختلفة.

لقد أراد الرئيس دي لاورنتيس القيام بطفرة في القوة، على المستوى الفني أيضا، واختار رجلا ذا خبرة واسعة، وجادا، ومتزنا، وقادرا على القيام باختيارات شجاعة بغض النظر عن الأسماء.

ويعد إخفاق الإنتر مجرد حادث سير عابر في مسيرة بينيتيز، الذي أثبت في هذه السنوات قدرته على الصمود أمام أي موقف. ولتتذكروا أنه حينما استدعاه أبراموفيتش لحل محل دي ماتيو مديرا فنيا لتشيلسي، انتقده الجمهور عليه باستمرار، وفي كل مباراة بملعب ستامفورد بريدج كانت الجماهير ترفع لافتات ضده. وكانوا يصيحون فيه: «ارحل عن هنا». ويسبونه بشتى الطرق، لكنه مضى قدما دون أن يكون له رد فعل معهم، ونجح في تحقيق لقب الدوري الأوروبي. لكن القطب أبراموفيتش لم يكن كريما وعارفا بالجميل تجاهه، حيث فضل استدعاء مورينهو مجددا.

يمتلك المدرب المنحدر من مدريد أسلوبه الخاص، وشخصيته المميزة، ونادرا ما يخطئ بحق زملائه، أو يزيد الاحتقان، أو يسمح لنفسه بتصرفات وتصريحات تليق بشخص متعجرف. بينيتيز هو الرجل المناسب في نادي نابولي، لأنه لا يخدع جمهوره، ويدعوه للهدوء والاطمئنان، ولا يفتعل مشكلات. عقيدته هي العمل، ويملأ كرّاساته بالنقاط التي يدونها خلال المباريات، ويعدّ للمباريات باحترافية وشغف.

النتائج تؤكد هذا، وتظهر فقط بقعة وحيدة في موسم نابولي، وهي خسارة لندن أمام آرسنال، في شامبيونزليغ. إنها مباراة لم يلعبها، لأن التعادل في ملعبه مع ساسولو، وهو أمر لم يكن ممكنا تخيله قبل مواجهة لندن، يدخل ضمن المفاجآت التي ميزت مسار بطولة الدوري الطويلة.

إن بينيتيز يمكن اعتباره أفضل صفقة لفريق نابولي. ولو دعمت الإدارة والجماهير دون رافائيل دون تردد، فإن نابولي سيكون قادرا على الحلم بأهداف مهمة، وتحقيقها. يكفي الإيمان بهذا.