تنازل موراتي عن غالبية أسهم الإنتر بين الحقيقة والخيال

أندريا مونتي

TT

ما الأثر الذي قد يتركه خبر لم يعد كذلك منذ شهور؟ عدم التصديق، لكن إذا تحدثنا عن كرة القدم - مع سيطرة اللامعقول على مملكة الخيال - ستحتفظ بالأثر القوي. عندما أعلن موراتي: «وقعنا كل العقود مع ثوهير» كان «متأثرا»، ونحن كذلك. ويمكن تسجيل الآن التنازل عن غالبية أسهم الإنتر بتاريخ يوم الثلاثاء 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2013. بعد مقدمات كبيرة. ما كان من قبل متوقعا أصبح اليوم مؤكدا، وهذا يصنع فارقا كبيرا.

وذلك ما سنكتشفه مع الأيام. فالرياح التي تهب هي رياح تغيير تدريجية وثورة ناعمة. لكن لا أحد يمكنه أن يضمن أن تسير الأمور على هذا النحو. ويمثل الشك في الرهان الجريء الخبر الحقيقي الحالي. هل سيظل موراتي رئيسا إذا اقتنع بأن الصفقة شكلية، أم لا؟ ما نوع الأعمال التجارية التي ينوي عليها المساهمون الجدد؟ وكيف سيكون أثر ذلك على الجانب الرياضي ودخولهم عالم المنافسة عالية المستوى التي يعرفون عنها القليل أو لا شيء؟

لن تكون هذه نهاية العالم - كتبت ذلك وأكرره، لكنها بالتأكيد نهاية عالم ما، بعد توقيع العقود بالأمس الذي فصل بين ماض بأماكن ووجوه معروفة ومستقبل مجهول. وهذا ما تراه أعين جماهير الإنتر التي تعتبره مجهولا أكثر من آخرين. وبالطبع هناك ماسيمو موراتي الذي اتهم دائما بالكرم والعشق أكثر من التردد، اتخذ قرارا مدويا هذه المرة. وسنرى رئيس نادي الإنتر سليل عائلة كروية كبيرة وصاحب الثلاثية بالطبع في الملعب إلى جانب الفريق كرمز للاستمرارية، لكن خطوة الأمس نهائية وحاسمة. وفكرة أنه باع من أجل المال سخيفة نوعا ما، لأن عائلة موراتي ثرية بما يكفي لتحمل نفقات كرة القدم لأجيال. لكن كما أوضح: «فعلت ذلك من أجل الإنتر، لكي يدخل أسواق عالمية كبيرة». وإذا حدث ذلك، وأشدد على إذا، سيصبح قد أتم عمله العظيم الذي سيذكره الجميع به. ويمكننا الاعتراف له بالشجاعة اليوم معا.

وبالتنازل عن غالبية أسهم النادي المحبوب، تتجه كرة القدم الإيطالية خطوة حاسمة نحو تدويل رأس المال الاستثماري الذي أصبح عادة الآن في القارة العجوز. ونذكر على سبيل المثال نادي روما ورئيسه الأميركي بالوتا مع الفريق الشاب الذي يعتبر منتجا لعمل مصرفي غير ملتزم. وبالطبع لا يتعلق الأمر بالشيوخ العرب في إيطاليا، بل برجال الأعمال على نطاق أوسع، فالمقارنة بين اهتماماتنا واهتماماتهم قد تتحول لتعايش صعب، ولكن..

في يوم ترحيب الإنتر بمساهمة المستثمر الإندونيسي، احتفلت الثقافة الإيطالية بذكرى مولد الأديب الكبير إيطالو كالفينو المستكشف لأبعاد الخيال المبحر في المتناقضات. وتبدو شخصية موراتي كالفارس النبيل الخيالي، والبارون الطموح بعض الشيء والمالك القديس. وفي الوقت ذاته، يحتفل المستثمر الإندونيسي المسلم بعيد الأضحى الممنوع فيه الصيام والحزن، ويرمز لقصة إبراهيم الشيخ الكبير الذي نذكره أيضا. ذلك الجسر المفاجئ بين ثقافتين تراهما السياسة متناقضتين ولا يمكن الوصل بينهما. ولا أعلم أي أمنية إذا كان لا يمكن استخلاصها من ملعب كرة القدم، لكن يوم 15 أكتوبر يبدو حسن الطالع.