روما ويوفنتوس.. بطولة الأرقام القياسية

ألبرتو تشيروتي

TT

أصبح رسميا الآن أن هذه هي بطولة الأرقام القياسية، لأنه لم يسبق لفريق روما أن بدأ الدوري الإيطالي بثمانية انتصارات متتالية، وخاصة لم يسبق ليوفنتوس أن تلقى أربعة أهداف بعد أن سجل هدفين. وبالتالي، كان جمهور روما على حق حينما كان ينشد مساء الجمعة، بعد الفوز (2 - 0) على نابولي: «المتصدر يرحل بعيدا». إن فريق روما بقيادة غارسيا، الذي يستغل الهجمة المرتدة أيضا ويجيد التعب بتواضع الكبار، يرحل بعيدا بسبب أفضاله الخاصة وهدايا الآخرين، بدءا من تلك التي قدمها اليوفي، لأن الخسارة ممكنة، لكن ليس بهذه الطريقة بجعل فيورنتينا يقلب النتيجة تماما في ربع ساعة.

يقولون ويكتبون كثيرا، ومعهم حق، إن بطولة الدوري طويلة، لكن منذ عام مضى مثلت الجولة الثامنة من البطولة تحولا حاسما، وحينها تغلب يوفنتوس على نابولي المتصدر بهدفين نظيفين، وانتزع منه ثلاث نقاط، ومن حينها لم يتخل عن الصدارة. وانظر للصدفة، في نفس الجولة وأمام نفس الخصم، وبنفس النتيجة، وسع فريق روما التقدم في الترتيب عن أقرب منافسيه ليصل إلى خمس نقاط، ويهدد بذلك بالهروب بالصدارة بعيدا عن الفريقين اللذين كانا مرشحين للمنافسة فيما بينهما على درع هذا الموسم، تنفيذا للمثل القائل: من بين الاثنين المتشاحنين يوجد ثالث يستمتع.

وبين شوطي المباراة، وبينما اليوفي متقدم بهدفين مقابل لا شيء، لم يكن أي مشجع لفيورنتينا ليحلم بصحوة كهذه، مع الثلاثية المذهلة لبيبيتو روسي، هداف الدوري الإيطالي الجيد برصيد ثمانية أهداف في ثماني مباريات، والبارع في رد الجميل بالطريقة المثلى، وفي اليوم الأفضل لبعد نظر الإدارة، التي ضمته منذ عام مضى حينما كانت عودته إلى الملعب، بعد الجراحة الثانية، لا تزال تمثل علامة استفهام. وبما أننا هنا، فلنهنئ المدرب مونتيلا أيضا، والقادر على إعطاء الثقة للحارس نيتو محل الجدل، والحاسم قبل روسي حينما رفض مرتين السماح للنتيجة أن تصبح (3 - 0) من خلال ماركيزيو وبيرلو.

ومع ذلك، بالتفكير مليا في تصدياته، قد يخطئ اليوفي في الارتكان إلى هذه الوقائع، لأن الخسارة تأتي من انقطاع للتيار نفسيا وجماعيا، لكن خاصة بسبب أخطاء جديدة بالدفاع، وليس لبوفون فقط، نظرا لأن اليوفي قد تأخر في النتيجة ست مرات ما بين الدوري والشامبيونزليغ. وهكذا تلقى الدفاع، الذي كان الأفضل على الإطلاق في عامي الدرع الأخيرين، عشرة أهداف، بمعدل أكثر من هدف في المباراة الواحدة، وأكثر من ضعف الأهداف التي دخلت مرماه منذ عام، حينما كان اليوفي قد سجل ثلاثة أهداف أكثر، وحقق ثلاث نقاط أكثر مما عليه الآن بعد مرور ثماني جولات.

واختتمت هذه الجولة القوية للغاية، مع معادلة الرقم القياسي في ركلات الجزاء (11)، ومع أول انتصار لسمبدوريا وساسولو وثاني إقالة لمدرب كاتانيا، حيث يحل دي كانيو محل ماران، بتعادل تورينو - إنتر (3 - 3) الأسطوري. وفي ظل النقص العددي طوال المباراة تقريبا، بسبب طرد هاندانوفيتش، رأى الإنتر الذي حقق في النهاية فوزا مستحقا جاء من ثنائية بالاسيو يتبخر في النهاية. لكن بعيدا عن النتيجة، يبقى درس التنظيم الخططي الذي قدمه ماتزاري، ولا بد أن ثمنه ثوهير أمام شاشة التلفزيون في أول مباراة له كمالك للنادي. حتى وإن كان قد أدركه فيورنتينا وتجاوزه فيرونا، فإن الإنتر قد انطلق بشكل أفضل من هذا فقط في عام الفوز بالدوري، في بطولة دوري أخرى مليئة بالأرقام القياسية والمفاجآت مثل هذه.