روما يتعثر وتورينو يحتفل

ألبرتو تشيروتي

TT

حقق فريق روما 31 نقطة، لكن فرقا أخرى هي التي تحتفل. مثل فريق تورينو، القادر على إدراك التعادل 1 - 1 من خلال لاعب روما السابق تشيرتشي، وليتوقف الرقم القياسي للمتصدر عند 10 انتصارات متتالية منذ بداية البطولة، ويحتفل بصفة خاصة الثنائي يوفنتوس - نابولي والذي يقترب من الصدارة بفارق 3 نقاط. عاجلا أو آجلا، كان فريق المدرب غارسيا ليتوقف، وربما ليس صدفة أن يحدث هذا في الليلة التي يغيب فيها كاستان، أحد أسرار خط الدفاع الأقوى بالدوري، علاوة على توتي وجيرفينهو. ويؤكد الغضب الواضح في نهاية المباراة أن وقود الحماس لا ينتهي، لكن لننتبه إلى التراجع في الثلاث مباريات الأخيرة والتي لم يسجل فيها الفريق أكثر من هدف واحد، على عكس ما حدث في أول ثماني لقاءات.

وتضاف الإشادة الموجهة لفريق تورينو، إلى تلك التي استحقها ثنائي إنتر وفيرونا الغريب، وهما أحد نجوم بطولة الدوري الثلاثة زائد ثلاثة، بسرعتين، مع روما وأول ملاحقين له في السباق على درع الدوري ومكانا في دوري أبطال أوروبا، بينما من خلفهم إنتر وفيرونا وفيرونتينا يمكنهم أن يأملوا في تحقيق تذكرة إلى أوروبا الأخرى، ممثلة في الدوري الأوروبي، كحد أدنى.

ومن ورائهم، توجد الهاوية، لأن أول غير المرشحين لأي مقعد أوروبي، وهو لاتسيو الذي خسر في ملعبه من جنوا، يحتل المركز السابع برصيد 15 نقطة، لكن خاصة بفارق 6 نقاط عن فيورنتينا و16 نقطة مرة واحدة عن روما. أي أنه لا يضر الستة الأوائل في شيء، وبخاصة قطار روما السريع بقيادة غارسيا رغم التعثر في ملعب تورينو. ولتوضيح مدى استثنائية صدارته، يكفي التفكير أن يوفنتوس كان لديه نفس عدد النقاط التي كان عليها منذ عام، رغم كونه، حينها، قد خسر للتو من إنتر، والذي يجلب له الحظ مواجهة فريق يرتدي القميص ذا اللونين الأسود والأبيض يوم 3 نوفمبر (تشرين الثاني). وما بين ذلك الفوز 3 - 1 في تورينو، وحتى الفوز 3 - 0 في أوديني أول من أمس، يبدو وقد مر قرن كامل، لأنه في نفس الأثناء مر فريق إنتر من قيادة ستراماتشوني إلى ماتزاري، والذي ليس عليه فقط واجب إعادة بناء فريق تراجع من المركز الثاني منذ عام إلى التاسع بنهاية البطولة. إن إدارة فريق في لحظة فريدة في تاريخ إنتر، مع طاقم جديد في رئاسة النادي ما بين رئيس عظيم مثل موراتي ومستثمر إندونيسي مجهول، هي مهمة لا تقل عن الفوز بدرع الدوري. ومع ذلك، ينجح ماتزاري في هذا، من خلال عزل الفريق وجعله متماسكا والذي رد بتقديم مباراة كبيرة في أوديني، حيث عانى فريق روما الأسبوع الماضي كثيرا ليكسر سلسلة عدم الخسارة في ملعبه الطويلة والتي دامت 22 مباراة. ما يؤكد هذا هو أنه من أجل الفوز لم يكن ضروريا الدفع بمهاجمين أو أكثر، رغم غياب ميليتو وإيكاردي وبلفوضيل يهاجم فريق إنتر من خلال بالاسيو المعتاد، مع غوارين من خلفه وغارات لاعبي الوسط، بما فيهم كامبياسو المولود من جديد. وأكثر من خبر أن هجومه هو الأفضل بالدوري مع أحد عشر لاعبا مختلفا سجلوا مثل روما بعد هدف رانوكيا، لكن بهدفين أكثر من المتصدر، فإن الفوز 3 - 0 في أوديني يعيد خط دفاع لا يقهر أخيرا بعد 6 مباريات.

ومثلما يظهر ترتيب الدوري، فإن التهنئة لماتزاري يجب أن تمتد لتشمل ماندورليني، والقادر على إعادة إطلاق بطل العام لوكا توني، رمز فريق فيرونا المدهش والذي حقق سادس انتصار على التوالي في ملعبه منذ بداية الموسم. ومن ثم لم يكن صدفة ما حدث أمام الميلان في مستهل البطولة، بل إنه مجرد «إعلان ترويجي» لبطولتي دوري متناقضتين، نظرا لأن فريق الميلان لديه نفس عدد النقاط لفريق صاعد آخر، ليفورنو، وهي المدينة حيث يتحدر أليغري، ويواجه خطر العودة إليها قريبا. لأنه بالتفكير في مجهودات كاكا وسط الصحراء، فإن الفريق الذي يسافر إلى برشلونة يبدو ميلان ريكي والمساكين.