بعض المدربين في كرة القدم يحقق نجاحات مشهودة بسبب الإدارة الجيدة على مستوى انضباط اللاعبين، وبعض المدربين يفهمون جيدا على مستوى التكتيك لكنهم يفقدون السيطرة نسبيا إلى أن تسوء النتائج، وبعض المدربين يملكون كل شيء، سيطرة على اللاعبين، ومقدرة عالية في كل جوانب اللعبة، لا سيما ما يتعلق بالجانبين النفسي والذهني.
مدرب فريق الاتحاد لكرة القدم.. الإسباني بينات.. في وضع لا يحسد عليه، لأنه لا يملك خبرة فنية واسعة، علاوة على ضعف شخصيته. يتقدم لاعبو الصفوف الخلفية للأمام ويطالبهم بالعودة بأسرع وقت، إلا أن معظم اللاعبين يتقاعسون. والحقيقة أن مثل هذا السلوك لا يستغرب في ملاعبنا في ظل عدم وجود عقلية احترافية. جهل احترافي من قبل اللاعبين. وحين يفقد المدرب السيطرة ويزيد الطين بلة ضعف الخبرة الميدانية على مستوى الخطط، لا بد أن تكون النهاية موجعة. ولهذا ستنتهي العلاقة، علما بأن بينات حقق مع الاتحاد آخر بطولة في الموسم، لكنها كانت بطولة الروح والأداء الاستثنائي بعد التغيير التاريخي. وقد يذهب مدرب الأهلي رغم عالميته لأنه مدرب لم يتأقلم وطلباته لا تتواءم مع ثقافة النادي السعودي، وما أكثر المدربين الكبار الذين فشلوا فشلا ذريعا في الملاعب السعودية.
أما في ما يتعلق بالمدرب السعودي سامي الجابر الذي يقود الهلال متقدما على منافسيه، فأقول إن لدى نجمنا السابق الكبير الكثير من الإدارة الجيدة على مستوى التعامل مع اللاعبين، والقليل جدا من الخبرة الفنية التدريبية، ثم إننا نتحدث عن الهلال الذي ينجح معه المدربون غالبا. ولا شك أن ما يملكه سامي أغلى من النقص، ذلك أن ضعف الخبرة يتم التغلب عليه بمرور الأيام بعكس العيب في الشخصية، وهو لا يعوض ومن الصعب إصلاحه.
أسماء كثيرة تفهم وتحفظ وتجيد وتتفلسف في شؤون كرة القدم، بيد أنها تفشل، لأن «الشخصية» هبة من المولى عز وجل. حتى سامي الجابر قد يعاني، وأرجو أن يتلافى نقاط الضعف في هذا الجانب، أقصد الشخصية وكيفية كسب اللاعبين وتحقيق أعلى معدل في الاتصال.
حقق عملاق التدريب أليكس فيرغسون نجاحات تاريخية غير مسبوقة عالميا، ليس لأنه يفهم في تخصصه فحسب، بل لأن شخصيته قوية جدا وقد جمع بين المقدرة وقوة الشخصية، ومن النادر وجود من يتمكن من الحصول على نسبة عالية من هنا وهناك.
وأختم بالقول إن الشخصية مفتاح نجاح المدرب، ولذلك قد يفشل مدرب ما.. رغم شهاداته ووعيه ومتابعته وعقليته.. قد يفشل لأن «شخصيته» لم تسعفه في السيطرة على اللاعبين.