الميلان أمام البارصا بحاجة للإدارة المتحدة.. والأداء الجميل

أريغو ساكي

TT

الميلان في قلب العاصفة، وذلك قبل ساعات من لقاء برشلونة الصعب. وكان الفريق قد قدم مباراة طيبة أمام الفريق الكتالوني منذ 10 أيام، ثم خسر في بارما وعلى ملعبه أمام فيورنتينا، ليبدو كما لو كان فريقا آخر. بصفة عامة، حينما يحدث تغيير مفاجئ هكذا تتمثل الأسباب الرئيسة في الدافع والاحترافية غير المناسبين.

حينما ينبغي علي الكتابة عن الميلان، أجد نفسي في حيرة دائما، حيث زخم الذكريات، والتقدير الشديد، والصداقة مع برلسكوني وغالياني، والعشق الشديد من جانب جماهير الفريق، لكن أعتقد أنه من السليم عمل تحليل يتجاوز حدود المشاعر.

في مواقف مثل هذه، من الطبيعي أن يتم وضع المدير الفني محل الاتهام، لكن في هذه الحالة يوجد المدير التنفيذي للنادي أيضا، وهو أحد أشهر الإداريين والأعلى تقديرا بالعالم. ولو كان هذا حقيقيا سنكون أمام كارثة، لأنه لا يمكن أن يوجد فريق غير متحد مع كبار مسؤولي النادي. لقد أظهر أليغري أنه مدرب بارع، وفاز لتوه بالدرع، وأبقى الميلان في القمة دائما، وساعده في ذلك النادي، وخصوصا غالياني.

واليوم يزعم النقاد أن الفريق كان مدعوما دائما بمهارات لاعبيه وبأداء جماعي ممتع. والسؤال الذي أطرحه هو: هل كان ممكنا تقديم المزيد من خلال صفقات أفضل، أو أكثر من أي شيء آخر عبر ضم لاعبين مشهورين يجب أن يستردوا تألقهم بعد مواسم سلبية، لكن بوجودهم بالفريق كانت لتتحسن المكاسب المادية (الرعاة، واشتراكات حضور المباريات.. إلخ)؟

في هذا الموقف وضع غالياني كل خبرته ومهارته الخاصة بمحاولة إيجاد لاعبين مفيدين للمشروع الفني للفريق ومتكاملين فيما بينهم. إنها عملية معقدة تماما، حيث تم وضع الجانب الفني في المقام الثاني، وفي كل هذا، سواء أدريانو أو أليغري، قد أبحرا مع عدم استطاعتهما بعد استغلال الخيارات الأولى من دون أن يكون لها «موانع استخدام».

يعلم غالياني أن الميلان لن يستطيع مجددا أن يكون مهيمنا على سوق الانتقالات وربما ولا أي فريق إيطالي آخر. وبالتالي فإنه يحاول تدعيم قطاع الناشئين وشبكة المراقبين لإعادة إلى ميلانيللو القدرة على خلق نجوم جدد بتكلفة منخفضة. الطريق هو الصحيح لكن يلزم وقت وصبر حتى يصبح واقعا. لكن لا ينبغي على الميلان نسيان الماضي حينما كان حريصا قبل أي شيء على ضم لاعبين كبار، ويمكن الوثوق بهم، وأصحاب أداء وفير وجاهزية، وبدافع مهم يخدم المشروع الفني والذين في النهاية كان لديهم موهبة. يجب أن يكون اللعب هو المحرك لكل شيء لكن لو قمت بالتعاقد مع ممثلين دراميين من أجل فيلم كوميدي أو العكس، فلا يوجد مخرج يمكنه تحقيق نتيجة جيدة.

هكذا فقط تكون مساعدة أليغري ومن هذا المنظور سيكون تقدير برلسكوني حاسما. فقط من خلال العمل، والأفكار والأداء يمكن العودة للمنافسة باستغلال الخلفية التاريخية غير العادية لهذا النادي. كما توجد انتقادات كثيرة تجاه بالوتيللي، لكن حينما كان يسجل لم يكن أحد يحلم أن يفعل هذا. إن ماريو صعب القيادة، وربما قدوم كاكا قد نزع عنه زعامة الشهرة والنجومية، وينعكس مردود هذا عليه نفسيا. لكن غدا يوم آخر، فلو قام كبار مسؤولي النادي بدور الفريق، واستعاد اللاعبون الروح وتنظيم اللعب الذي أظهره في المباراة الأولى أمام البارسا، فسنرى فريقا آخر.. تمنياتي بعمل موفق للجميع.