أندية.. خارج حدود المدينة!

عادل عصام الدين

TT

بعيدا عما حدث قبل ثلاثة عقود من مشكلات بسبب «الهوليقانيزم»، وبعيدا عما يحدث في السنوات القليلة الماضية من مشكلات بسبب «العودة إلى النازية والفاشية» وأسبابها خارجية، أي من خارج الملاعب وليس من داخلها، أزعم أن ثمة نكهة وطعما عندما تحمل آلاف الأندية الرياضية أسماء قرى أو مدن.

ما أجمله من مشهد يتكرر أسبوعيا حين يرتدي الآلاف قمصان نادي المدينة، ويراقبهم المرء وهم يتجهون صوب «استاد» المدينة؛ للوقوف مع نادي المدينة أيا كان مستواه، أو درجته، أو موقعه في سلم الترتيب. حب جارف لنادي المدينة، بعيدا عن التعصب المقيت.

لا بد أن يشجع الرياضي فريق مدينته حتى وإن كانت له ميول لناد كبير من مدينة أخرى، أما لو كان نادي المدينة ذاته من الكبار، فذلك أجمل وأكثر إثارة بلا شك. والحقيقة أن الأندية التي خرجت أبعد من حدود المدينة، واستقطبت مشجعين من خارج الحدود أقل من عدد الأندية التي ينحصر مشجعوها داخل المدينة فقط، وهذا أمر طبيعي؛ لأن المسابقات خلقت أندية بطولات، وأندية تفريخ وصناعة، وأندية متوسطة، وأخرى صغيرة.

يذهب مشجعو «ليستر سيتي» مثلا إلى الملعب في مباراة «تنافسية» إن كان الفريق المقابل من مدينة أخرى مثل: كوفنتري، أو برمنغهام، أو ديربي، بيد أن المباراة تتحول إلى تشجيع وإعجاب لو كان الفريق من فئة «خارج حدود المدينة الواحدة» مثل: مانشستر يونايتد أو ليفربول.

تشجيع قوي لفريق ليستر لا يخلو من إعجاب بالفريق الكبير؛ ولذلك يبدو الأمر طبيعيا عندما ترى من يشجع فريقين: فريق المدينة «المحلي»، والفريق الكبير «الوطني».

بعض الأندية تتخطى الحدود في فترات وتكسب آلاف المعجبين، ثم تتقوقع داخل المدينة حين تسوء النتائج، مهما تردت النتائج يظل للفريق المحلي نكهته، ومن ذا الذي لا يحب الخير للنادي الذي يمثل المدينة؟!

معظم المدن لها ممثل واحد يحمل اسمها مثل: ليدز، نيو كاسل، ليستر، كوفنتري، وستوك. أما لو كبرت المدينة واتسع نطاقها، فقد تتسع لأكثر من ناد كبير مثل: مانشستر، ليفربول، وبرمنغهام. وهذه أكبر 3 مدن إنجليزية بعد لندن، ولذلك فإن للعاصمة وضعا مختلفا؛ بل لا يوجد النادي الذي يحمل اسمها، فهناك ثمة أندية متعددة تحمل في معظمها أسماء أحياء أو مناطق داخل المدينة مثل: تشيلسي، توتنهام، ويستهام، ويمبلدون، وبارك رينجرز.

ناد مثل نوتنغهام سبق أن تخطى الحدود وفاز ببطولة أوروبا؛ لكنه عاد أدراجه وتقوقع وأصبح نادي المدينة الواحدة. لا شك أنه تحد جميل بجمال وحلاوة اللعبة ذاتها. أما في هذه الأيام، فقد تخطت بعض الأندية حتى حدود الدولة، وأصبحت عابرة للقارات، مشجعوها من كل الجنسيات.

أما في ملاعبنا العربية، فنحن لا نكترث بأسماء المدن؛ بل نتفنن في إطلاق أسماء للأندية الرياضية لا علاقة لها بالمدن، وتلك حكاية أخرى.