الفصل هو الحل

آندريا سكيانكي

TT

انفصلت ألمانيا عن الجميع وفازت بالتأهل للمونديال. لكن مع إصابة 3 لاعبين في مباراتين، حيث أصيب سامي خضيره (انتهى موسمه ويخاطر بالغياب عن مونديال البرازيل 2014)، وهوميلس وشميلتسر. وستواجه أنديتهم مشكلات حقيقية لثقل غيابهم عن الفريق، حيث يتعين على أنشيلوتي إعادة ابتكار خط وسط ريال مدريد، لعدم توازنه في ظل غياب خضيره. ويتعين على يورغن كلوب، في أشد اللحظات احتداما من الموسم، أن يصمم دفاعا جديدا لبروسيا دورتموند، فعلاوة على غياب سوبوتيتش بالفعل يغيب أيضا لاعب قلب الدفاع هوميلس والظهير شميلتسر. ولا يمكن أن يسوء الوضع أكثر من ذلك، وسيزداد الغضب إذا اعتبرنا أن ألمانيا لم تكن ملتزمة بمباريات رسمية. فلتذهب لتثق بالأصدقاء و.. المباريات الودية.

ولا يبتسم اليوفي أيضا؛ لعودة بارزالي مصابا من المنتخب وكذلك إيسلا. ويشتكي برشلونة لأن حارس المرمى فيكتور فالديس أصيب مثل داني ألفيس. وفي هامبورغ يندبون غياب صانع الألعاب فان دير فارت لإصابته بالتواء في كاحله مع تأثر الأربطة، ويُخشى أن يغيب طويلا. ويخسر بايرن ميونيخ جوهرته ريبيري قبل تحدي بروسيا دورتموند. ويعود الجدل بين النادي والمنتخب رائجا مرة أخرى: أنا أدفع راتب اللاعبين الأبطال وأنت تكسرهم فكيف ننظم الأمر؟ يدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم تعويضا ماديا للنادي في حالة التوقف الطويل للاعب. أفضل من لا شيء.. لكن بالنسبة للمدربين ما الذي ستفعله الأموال للتشكيل وطرق اللعب والأمور الخططية، فالأموال التي تدخل خزانة النادي لا تهم كثيرا.

وتتمثل المشكلة الحقيقية في جدول المباريات الدولية. يشتكي المديرون الفنيون لعدم توفر الوقت الكافي للإعداد للمباريات الكبيرة، كما يعاني مدربو الأندية من خسارة أفضل اللاعبين في أكثر الأوقات أهمية من الموسم. وتخسر فرق مثل برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ وتشيلسي وغيرها من الفرق الأوروبية الكبيرة في عشرة أيام لاعب هنا وآخر هناك؛ لاعب في أميركا الجنوبية وآخر في أفريقيا.. ويبقى في مركز التدريب اللاعبون الاحتياطيون فقط في مشهد محزن. والوصول لاتفاق بين متطلبات الأندية والمنتخبات أمر مستحيل عمليا، لرغبة الجميع في كل شيء، ولا أحد مستعدا للتنازل عن شبر للخصم. ويبدو الحل الأكثر مثالية في فصل المتنازعين؛ بأن تُقام مباريات الأندية في وقت محدد من العام، وتُقام مباريات المنتخبات في وقت آخر من العام، دون تداخل فيما بينها، وبالتالي بلا جدل. ومنذ فترة من الوقت، يُقال إن مسؤولي الفيفا والويفا يعملون على مشروع مماثل، لكن في الواقع لا شيء يتغير. فإصابات اليوم ليست وليدة الصدفة، فالتساؤل يدور أيضا حول الضغط النفسي والبدني الذي يتعرض له اللاعبون في مثل هذه الحالات. ويعتبر شهرا أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الأكثر صعوبة مع ارتفاع المخاطر. وتدعو الحاجة لسلسلة من التأملات، فهل هناك الإرادة لفعل ذلك؟