أخبار سارة لكرتنا الإيطالية

جانفرانكو تيوتينو

TT

تعالوا يا سادة، تعالوا! مرحبا بكم في عالم كرة القدم، العرض الأروع بالعالم. على الأقل كان وسيصبح كذلك. خاصة لو جاءت أموالنا، بل أموالهم، أموال المستثمرين الأجانب. مستثمرون وليس رعاة. رجال أعمال جادون يريدون وضع أيديهم على الكرة ليس فقط بغرض الاستمتاع، وإنما لأنهم يشمون رائحة الربح.

من بالوتا إلى ثوهير، والآن، على ما يبدو، تشين فينغ. الولايات المتحدة، إندونيسيا، الصين. ولا داعي للحديث عن الروس والعرب الذين فكروا في الاستثمار في الكرة الإيطالية، غير أنهم قد تراجعوا بمجرد إدراكهم أنهم قد وصلوا إلى الاحتفال مبكرا. الآن ربما جاءت اللحظة المناسبة، ويبدو تقريبا أننا صرنا، دون إدراك منا، الجبهة الجديدة لكرة القدم المستقبلية. ونحن الذين كنا نعتقد أننا الأسوأ في أوروبا، أو كذلك تقريبا، مع استاداتنا المتدهورة وسيئة السمعة، وجماهيرنا غير المهذبين والمتسلطين، وميزانيتنا التي يرثى لها.

ربما الأمر ليس كذلك، أو ربما، وبصورة غريبة، فإن هذا هو ثراؤنا الحقيقي، فقد وقعنا لأسفل هكذا لدرجة أنه بات من الأسهل على من يرغب الصعود من جديد. مثلما يصادف دائما، هي حقيقة ذات وجهين. فمن جانب، قيمة الاسم والحالة الاقتصادية والتراثية لأنديتنا زهيدة الثمن لتجعل من المناسب شراءها، ومن جهة أخرى لا تزال الكرة الإيطالية نظرا للضغط الذي تسببه، تحتفظ بانجذاب غير عادي، حتى إنها قادرة على العودة إلى سابق عهدها بالنسبة لمن يستطيع إعادتها إلى الحركة.

إننا متأخرون بالفعل، ليس على مستوى الاستادات، وإنما أيضا، وخاصة، من ناحية الأنشطة التجارية، والتسويق، والعلاقات مع روابط الجماهير السليمة، حتى تصبح هوامش التطور تمثل مصدرا للجذب. كما أن الأرقام تؤكد أن المستثمرين الدوليين هم الأكثر حيوية وتحركا في كل الدول.

في أكبر خمسة دوريات أوروبية، تبلغ نسبة الأندية ذات الإدارة من خارج الاتحاد الأوروبي 12.5 في المائة من الإجمالي، إلا أنها تنتج أكثر من 20 في المائة من العائد الإجمالي. وفي إنجلترا السوق ضخمة، فعشرة أندية من أصل 20 بالبريمير ليغ في يد أجنبية، ومن بينها الخمسة الكبار (مانشستر يونايتد، آرسنال، تشيلسي، ليفربول ومانشستر سيتي). بينما ألمانيا ممنوعة على الأجانب، نظرا لوجود قانون يفرض أن نسبة 50 في المائة +1 من رأس مال النادي ومن حقوق التصويت يجب أن يظل للجمعية الرياضية المرجعية للنادي. بينما إسبانيا لا يمكن الدخول إليها نظرا للعملاقين ريال مدريد وبرشلونة، وغير مثيرة للشهية بحالة استدانة أسوأ من تلك الإيطالية. وتبقى فرنسا وإيطاليا، وباريس سان جيرمان بات «مشغولا» بالفعل.

مرحبا إذن برؤوس الأموال والرجال الجدد. هذا لأننا غفونا على نموذج الرؤساء الرعاة والمالكين. في القرن الحادي والعشرين، غيرت الملكية في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، الأندية الفاشلة فقط. إننا بحاجة لهواء جديد، ولإدارة قوية أخيرا، وربما معتادة بصورة أقل على عادات سيئة قديمة، لم لا؟!