كاكا عاد بطلا كبيرا من أجل المونديال

لوكا كالاماي

TT

استعاد الميلان طاقته من جديد، في وجه من يظن أن كرة القدم ليس بها مكان للقصص الخيالية. ولم تنتهِ القصة بعد. فالحياة الثانية للبرازيلي كاكا لها هدف آخر مطبوع في الذهن والقلب، وهو هدف المشاركة في مونديال البرازيل 2014. وساعدته الرغبة في إثبات ذاته والتقدم، متحديا الإصابات وكل المباريات التي قضاها على مقعد البدلاء بقميص ريال مدريد والنظرات الباردة لمن كان يعتبره بطلا سابقا بالفعل وليس إلا متقاعدا باهظ التكلفة. لكن عاد ريكاردو للتألق، وفي يوم قرعة المونديال يترشح للانضمام لفريق فيليب سكولاري، ذلك المدير الفني المخضرم الذي أوكلت إليه البرازيل مهمة مواجهة جولة لا يمكن السماح بخسارتها.

ترك مدرب المنتخب البرازيلي الأبواب مفتوح دائما أمام كاكا لأنه يقدره كلاعب وإنسان. وفي الأسابيع الأخيرة جمع سكولاري مادة ثرية لريكاردو بقميص الميلان من علاقات فنية ومشاهد مصورة ومقابلات صحافية، في ملف حقيقي له يدل على اهتمام المدير الفني به. ومن جهة أخرى يرتكز ترشحه على أساس جاد؛ فالسبب الأول يتعلق بشخصيته، نظرا لأن البرازيل منتخب شاب يضم مواهب كبيرة وعنصرين يتمتعان بالخبرة دون قائد حقيقي. ويعلم سكولاري جيدا أن لعب المونديال على أرضه، مع ضغوط البيئة التي تزداد شدتها يوما بعد يوم، تجعل من المهم ضم لاعب يتمتع بقوة الشخصية والحضور. وهذا ما يتميز به ريكاردو. فهذا هو الدور الذي يقره زملاؤه له (نيمار يعشقه) وكذلك الصحافة والجماهير. إذن سيكون نقطة مرجعية مثالية خلال رحلة المونديال المُجهِدة.

ثم نذكر الجانب الخططي، حيث يستخدم سكولاري طريقة لعب 4 - 2 - 3 - 1. وهي الطريقة الأفضل للاستفادة من قوته الهجومية الاستثنائية. كما أنها طريقة مثالية لتعظيم كفاءات ريكاردو، إذا لعب في قلب الهجوم مع هالك أو أوسكار على اليمين ونيمار على اليسار سيتمكن من تقديم الكثير. وسيكون إدخال كاكا «طبيعيا» كما لو كان المنتخب البرازيلي الحالي تشكّل على هذا النحو منتظرا قدومه. ونذكر في النهاية الجانب النفسي، حيث ينفجر ريكاردو من السعادة. ومن الواضح أن بطل الميلان لم يعد يمتلك التسريع القاتل لعصره الذهبي، حينما كان يترك الخصوم وراءه بمراوغته للكرة التي تظل بين قدميه. لكن على أي حال عاد لصنع الفارق في الملعب بفضل كفاءته النقية الثمينة والسعادة التي تصاحب كل لعبه، فمثل هذه الصورة الإيجابية ستنتقل للفريق كله. وليس لدى سكولاري حاجة للتسرع في القرار. وسيكون شهر مارس (آذار) وقت الاختبار الفاصل من أجل المنتخب. ويميل فيليباو سكولاري لاستدعاء أحد أعمدة كرة القدم البرازيلية؛ أي كاكا أو رونالدينهو. وعلى الأقل، في اللحظة الحالية، كاكا يحقق تقدما خالصا.