الأندية السعودية في البطولة الآسيوية!

عادل عصام الدين

TT

أصر دائما على رفض التركيز على الجانب التكتيكي وحده كلما أردنا تقديم وتحليل مباريات كرة القدم، ومع أنني مؤمن أن أخطاء التكتيك كانت من أبرز أسباب خسارة الأهلي في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث لم يوفق المدرب بيريرا، الذي ألغي عقده فور الخسارة، إلا أنني أرى أن جوانب أخرى ساهمت في الخسارة التاريخية، ذلك أن الأهلي الذي لعب على أرضه خسر بثلاثة أهداف مقابل لاشيء في وقت كانت معظم الترشيحات تصب في صالحه. على المستوى الذهني بدا الأهلي فاقدا التركيز كما افتقر للروح القتالية، أما عن الجانب التقني فحدث ولا حرج. ومثل هذه الخسارة لا يمكن أن نرجعها للجانب التكتيكي حتى لو صدم المدرب أنصار فريقه بطريقة اللعب غير المناسبة وأشرك مهاجما كلاعب أساسي في المباراة غير المناسبة وزاد الطين بلة بتغييراته غير الموفقة أي أنه لم يحسن القراءة.

في بطولة الأندية الآسيوية حيث تأهلت ثلاثة فرق سعودية هي الشباب والهلال والاتحاد وقف الحظ بالمرصاد لفريقي الشباب والاتحاد لأن نظام التأهل أوقعهما في مواجهة بعضهما، في حين كان الهلال محظوظا بمواجهة فريق بونديكور الأوزبكي السهل. والحقيقة أن مجموعة الفتح التي أتى منها بونديكور أضعف المجموعات، بينما تأهل الهلال من مجموعة صعبة وحسم تأهله في الجولة الأخيرة وكان في المؤخرة مع السد القطري وانقلبت الأحوال في الجولة الأخيرة، فتصدر الهلال ولحقه السد ثانيا وخرج المرشح القوي الأهلي الإماراتي وسباهان الإيراني.

في مباريات الذهاب وكما كان متوقعا فاز الهلال الأقوى على بونديكور، وأتوقع أن يفوز بعدد أكبر بإذن الله في العودة والتأهل إلى دور الثمانية.

ومع أن الشباب فاجأ الجميع بأداء مركز وفوز تاريخي على الأهلي في افتتاح استاد الملك عبد الله إلا أنه تلقى خسارة آسيوية على أرض الاتحاد. والحقيقة أن الفوز الاتحادي ليس مستغربا إن نظرنا لتاريخ وبطولات الفريقين، ذلك أن تاريخ الاتحاد وهو عميد الأندية السعودية أفضل.

أما واقع الفريقين في الموسم الحالي فإن الأفضلية شبابية بكل تأكيد. وحيث إن التفوق في الكرة ليس مجرد أسماء وليس مجرد تفوق خططي كما أسلفت، فقد فاز الاتحاد على بطل كأس خادم الحرمين الشريفين بجدارة بيد أن هذا الفوز مجرد تفوق في شوط واحد، حيث سيكون الحسم السعودي في مباراة العودة على أرض الشباب.

لعب البطل أمام فريق يفتقر للعنصر الأجنبي باستثناء لاعب عادي اسمه ليو، كما يفتقر للخبرة والأسماء الرنانة ومع ذلك تفوق الاتحاد وفاز لأن الشباب الذي حصل على بطولة غالية قبل المباراة مع منافسه السعودي آسيويا ظهر متأثرا من الجوانب النفسية والذهنية والبدنية ولم يكن هو الفريق المتماسك فنيا أمام الأهلي في النهائي. ولو أدى الاتحاد مباراته على نحو أفضل واستغل الفرص السهلة أمامه لحسم أمر التأهل من الجولة الأولى.

أختم بالقول إن الهلال بات قاب قوسين أو أدنى من التأهل. أما مباراة الإياب بين الشباب والاتحاد ستكون أشرس وأسرع وأكثر إثارة وسيكون الشباب قد تخلص من تأثير فرحة الكأس.

[email protected]