فريق سعودي بلا أجانب!

عادل عصام الدين

TT

تمكن فريق الاتحاد من بلوغ ربع نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بعد الإطاحة ببطل كأس خادم الحرمين الشريفين (ذهابا وإيابا). وكان الاتحاد قد تجاوز الشباب في مباراة الذهاب بهدف واحد، علما بأنه لعب على أرضه، ولذلك توقع الكثيرون أن تكون كفة الشباب أرجح في مباراة العودة على أساس أن بطل آخر مسابقة في الموسم السعودي سيلعب على أرضه، علاوة أن الفريق سيكون قد تخلص من تأثير مباراة الكأس وتداعياتها من أفراح وإجهاد. وكنت شخصيا أحد الذين توقعوا عودة شبابية قوية، بيد أن المباراة من أولها إلى آخرها جاءت لمصلحة الاتحاد بالطول والعرض، وبأداء أجمل من مباراة الذهاب ونتيجة أكبر، وكانت خسارة مؤلمة للبطل وخروجا حزينا. فريق الاتحاد، الذي خرج خالي الوفاض هذا الموسم بسبب أحواله الإدارية التي ألقت بظلالها على حضور الفريق طيلة الموسم، استعاد بعض بريقه وانتفض في المسابقة الخارجية، رغم أن مشاكله لا تزال قائمة وأحواله لم تتحسن بعد.

بعيدا عن الخوض في تفاصيل الوضع الإداري والمالي للنادي الكبير، أزعم أن العنوان الرئيس للحالة الفنية الاتحادية يتمثل في عنفوان وطني وغياب أجنبي، وهي حالة استثنائية مقلوبة، ففي ظل نظام يسمح بوجود أربعة لاعبين غير سعوديين يفترض ألا يكون وجودهم مجرد مشاركة أو إكمال للصفوف أو دعم بسيط، بل قيادة فنية مؤثرة، اعتمد الاتحاد على مدار الموسم على لاعبيه الشبان من أبناء الوطن، وظل الأجانب عالة فنية ومالية في الوقت ذاته.

ولأن المساحة لن تسمح باستعراض الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع المعكوس، أشير فقط إلى أن قوة الفريق تمثلت في لاعبيه الصغار، وتمثل الضعف في الأجانب وكبار السن. والجميل وما يسعد عشاق هذا النادي الكبير أن الصغار هم الأغلبية والذين يشكلون النسبة الأكبر، ويكفي أن أشير إلى أن 8 من عناصر الفريق تحت 23 سنة، وهو معدل رائع ينبئ عن مستقبل أو عقد قادم مفرح لعميد الأندية السعودية.

في مباراة العودة التي انتهت بفوز الاتحاد 1/3، فرض الاتحاد سيطرته في كثير من أوقات المباراة، لكن الشباب لم يكن سهلا أو مستسلما، بل دانت له الكرة أيضا في بعض المراحل وشكل خطورة بالغة لم تسفر عن نتيجة إيجابية بفضل براعة وحماس حارس مرمى الاتحاد فواز القرني الذي كان نجم المباراة مع زميليه المهاجمين مختار فلاتة وفهد المولد، والأخير لعب أفضل مباراة له وسجل أجمل هدفين في مسيرته، ولا أبالغ إن وصفت أهداف الاتحاد الثلاثة بأنها من أجمل أهداف هذا الموسم. أما أداء الاتحاد إجمالا فكان جذابا ممتعا غنيا بالمهارات والإبداع.

هذا الفريق المتخم بالمواهب السعودية الواعدة في الدفاع والوسط والهجوم بحاجة إلى دعم فني قوي يتمثل في الإسناد من اللاعبين الأجانب، لأن الكفاءة السعودية وحدها لن تكون كافية في ظل التفوق الأجنبي في الأندية الأخرى سواء كانت محلية أو آسيوية.

كل ما يحتاجه الاتحاد، الذي تأهل بجدارة لدور الثمانية، إحضار طاقم أجنبي كفء ومقتدر وأفضل من السعوديين، ما دام اللاعب غير السعودي يتقاضى أموالا أكبر. ولكي يحدث ذلك لا بد أن تتحرك الإدارة التي لم تفعل شيئا حتى الآن في ما يتعلق بتوفير ميزانية تقود الاتحاد للارتباط مع أجانب مؤثرين، علاوة على عدم التقصير مع اللاعبين الصغار الذين لم يقصروا خلال الموسم.

الكرة الاتحادية الآن في مرمى الإدارة التي من المفترض أن تتحرك من أجل هذا التدعيم المنتظر، مع إيماني بأن الاتحاد ليس بحاجة إلى التعاقد مع لاعبين محليين من خارج أسوار النادي بقدر ما هو بحاجة إلى وجود أربعة من غير السعوديين من الطراز الثقيل، مثل شيكو وبهجة وسيرجيف وكالون وسيرجيو.

[email protected]