بطل أبطال أوروبا

عادل عصام الدين

TT

لم يستطع دفاع أتليتكو مدريد القوي الصلب من الصمود في آخر دقيقتين من الوقت بدل الضائع وسكنت كرة راموس الرأسية المرمى النظيف، وتنقلب الأحوال وتتحول البطولة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من أتليتكو مدريد إلى ريال مدريد.

أزعم أنني عرفت أن ريال مدريد سيتوج ببطولة أبطال أوروبا لكرة القدم بعد نصف ساعة من هدف التعادل الذي أحرزه راموس أحد أفضل نجوم أوروبا هذا الموسم لأن الهدف أصاب لاعبي أتليتكو في مقتل وكان قاصما للظهر في مقابل ارتفاع الروح المعنوية للفريق المتعادل مع أفضلية فنية مطلقة من الجهة اليسرى التي حولها العملاق الأرجنتيني دي ماريا إلى منطقه رعب أزعجت دفاع أتليتكو بعد الشوط الأول.

لم يكتب لأتليتكو مدريد الصمود في الوقت بدل الضائع وإلا لكان النادي الملكي ضحية أخرى من ضحايا دييغو سيموني في هذا الموسم الذي شهد تألقا للمدرب الأرجنتيني الذي كان مفاجأة عالم التدريب ويستحق في رأيي لقب مدرب الموسم.

صحيح أن ماركو أنشيلوتي هو المنتصر، وهو من قاد ريال مدريد للفوز بالبطولة الأوروبية العاشرة، مبتعدا عن أقرب المنافسين الأوروبيين الميلان الإيطالي بثلاث بطولات، وصحيح أيضا أن أنشيلوتي حقق هذه البطولة للمرة الثالثة في تاريخه كمدرب إلا أن المنطق يقول إن من الظلم مقارنة إمكانات ريال مدريد بإمكانات أتليتكو. والحقيقة أن الإمكانات العناصرية في أتليتكو أقل بكثير من ريال مدريد ومن بقية الأندية الكبيرة برشلونة وبايرن وتشيلسي ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي واليوفي وباريس سان جيرمان. ومن هنا يستحق المقاتل سيموني لقب الأفضلية لأنه صنع من فريق لا يملك إمكانات الريال والبرشا إلى فريق منافس يخطف لقب بطل الدوري الإسباني بجدارة ويجندل الفرق الكبيرة في أوروبا ويسقط في نهاية المشوار أمام فريق زاخر بالنجوم. وهنا بيت القصيد.

استطاع المدرب الأرجنتيني أن يصنع فريقا منظما مقاتلا. فريقا بلا نجم أسطوري أو سوبر ستار من الوزن الثقيل. جمع باقتدار بين التنظيم الدفاعي الذي يدرس والقتال. لكن مثل هذا الفريق ليس مضمونا في كل الأحوال، فقد تأتي الخسارة أمام فريق يملك الفوارق الفردية مع التنظيم المماثل وهذا ما حدث في لشبونة.

تقابل أفضل مدربين هذا العام في التنظيم الدفاعي، وكانت الكلمة الأعلى في نهاية الأمر لمن يملك الأفضلية الفردية. كاد أن يفعلها أتليتكو بدفاعه المتماسك الرهيب ولدغاته الهجومية، ولكن دفاع ريال مدريد هذه المرة كان بالمرصاد والجاهزية البدنية للملكي أفضل مع براعة تكتيكية لأنشيلوتي مع مطلع الشوط الثاني. في الفريق المرصع بالنجوم قد يخفق نجم كما أخفق كريستيانو رونالدو وبنزيمة وغارث بيل في مقابل بزوغ نجم آخر كما كان دي ماريا الذي أبدع في المباراة مع المدافعين راموس ومارسيلو، والثلاثة لعبوا دورا كبيرا جدا في الفوز بالروح والأداء الفني غير العادي.

[email protected]