البطل سامي الجابر!

عادل عصام الدين

TT

في هذا الموقع قبل عام مضى لم أؤيد قرار إدارة نادي الهلال بتعيين النجم السابق مدربا للفريق، وقد لاحظت أن الكثيرين نشروا أو أعادوا نقل المقال الذي كتبته متوقعا عدم نجاح سامي، ومؤكدا أن سامي كان لا بد أن يبدأ تدريجيا. وكنت أعيد رأيي حول أداء سامي كمدرب كلما سئلت في البرامج التلفزيونية إلى درجة أن المذيع المعروف تركي العجمة سألني: «ماذا بينك وبين سامي الجابر؟!» وكانت إجابتي: «كل خير». وأكرر اليوم أنني أقدر النجم الكبير كلاعب اخترته في آخر مقالاتي نجم القمة الأول في الهلال مع يوسف الثنيان، بل وذهبت إلى تحديد الأسماء الأربعة الأولى في تاريخ كرة القدم السعودية وهي ماجد عبد الله وسامي الجابر ويوسف الثنيان ومحمد نور.

هؤلاء الأربعة هم «الأساطير» في رأيي. وأفضل من قدمتهم الملاعب السعودية مع أنني لا أحبذ كلمة «أسطورة» تحديدا وأفضل «نجم النجوم».

أما سامي الجابر الذي أعجبت به لاعبا، ولم أؤيد اختياره مدربا لفريق كبير كالهلال، فقد أعجبني كثيرا في حديثه الوداعي التلفزيوني مع الزميل مصطفى الآغا.

والواقع أنني لم أشاهد البرنامج بل قرأت الحوار كاملا فيما بعد، وأسعدتني لغة سامي الراقية وثقته في مقدرته التدريبية، وبدا واضحا أنه كان يتمنى الاستمرار عدة أشهر إضافية فقط لثقته بأن الفريق سيعوض إخفاقاته بالفوز آسيويا، وكأن سامي المدرب يريد أن يبرهن للجميع أنه قد استفاد من الأخطاء وقد تحسن الحال في الفترة الأخيرة والهلال في الطريق للفوز ببطولة آسيا.

أعجبني النجم الكبير حين امتدح وأشاد بكل من وقف معه وخص بالذكر صديقه وداعمه الأول رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد. والجميل أن سامي كرر شعار المدربين الدائم الذي يقول: «تلك حياة المدربين. توقع المفاجآت وإلغاء العقود. والمدرب الذي لا يهيئ نفسه ولا يقبل هذا الواقع يدمر نفسه».

كان سامي واقعيا منطقيا. ابتعد عن التبرير السمج، والانتقام من الأشخاص، متقبلا قرار الإدارة الهلالية بكل صدر رحب كما يفعل كبار المدربين في عالم المجنونة التي لا تعرف إلا لغة الانتصارات.

في نظري كان سامي بطلا كلاعب، ولم يكن كذلك كمدرب، بيد أنه ظهر في الحوار التلفزيوني مثل أي بطل يثق في نفسه ولا يعرف لغة الانتقام. وأختم بشكر نجم النجوم السابق، داعيا الله أن يوفقه في مجال التدريب الذي لن يبتعد عنه خاصة بعد التأكيد على تلقيه عدة عروض.

[email protected]