قوة البداية.. أميركية!

عادل عصام الدين

TT

كانت المواجهة الأوروبية التقليدية المنتظرة بين إيطاليا وإنجلترا هي السابعة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، سبقتها ست مباريات انتهت؛ بفوز البرازيل في الافتتاح على كرواتيا، وفوز المكسيك على الكاميرون، وهولندا على إسبانيا، وتشيلي على أستراليا، وكولومبيا على اليونان، وكوستاريكا على أورغواي. وفي ضوء ذلك، أشير إلى أبرز الملاحظات، وتتمثل في تفوق منتخبات أميركا اللاتينية، البرازيل وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا بالإضافة إلى المكسيك، حتى لو اختلف موقعها.

والملاحظة الفنية تتمثل في ارتفاع نسبة التهديف، وهي نسبة عالية. وقد خلت المحصلة من النتائج السلبية، واستحقت كل المنتخبات المتفوقة الفوز، عطفا على التفوق في الأداء. وجاء فوز البرازيل في الافتتاح لصالح البطولة. ومن أبرز الملاحظات من البداية العاصفة، الأخطاء التحكيمية، وتفوق «السوبر ستار» نيمار وتسجيله هدفين. وكانت أكبر الأخطاء في مباراة المكسيك والكاميرون، ومع أن الأول كان الأكثر تضررا إلا التفوق الميداني، ثم الفوز، أراحا المتابعين بلا شك. وجاء اليوم الثاني حاملا كبرى المفاجآت حتى الآن، ليس لأن هولندا تفوقت، بل لأن الخسارة كانت ثقيلة صادمة بالنسبة لحامل اللقب إسبانيا، وهي خسارة تاريخية تعد ثاني أكبر خسارة في تاريخ الفريق الإسباني في نهائيات كأس العالم. كانت مباراة نجمي هولندا فان بيرسي وروبن، وقد سجل كلا النجمين هدفين وذكّرا العالم بأبرز نجوم هولندا في الماضي كرويف وخوليت وفان باستن. وقيل الكثير حول هذه النتيجة التاريخية، التي تفوق فيها المدرب الكبير فان غال على نظيره دل بوسكي. ومن أبرز ما يتردد أن «التيكي تاكا» انتهت على يد هولندا، وعلى إسبانيا أن تلجأ للتغيير إن أرادت الاستمرار، في ظل قدرة المنتخبات المنافسة على كشف أسلوب الاستحواذ الإسباني وتكثيف الدفاع، ومن ثم العمل على الضغط، وبناء هجمات مرتدة تسفر عن نتائج إيجابية. رغم هذه الكارثة الكروية المفاجئة في مسيرة صانع كرة الاستحواذ الجميلة وتراجع أداء العملاقين تشافي وإنييستا تحديدا، فإن الكثيرين، وفي مقدمتهم دل بوسكي وإنييستا، يتوقعون العودة، مذكرين بالخسارة الأولى في البطولة الماضية، حيث كانت الخسارة المبكرة لقاح أو مصل البطولة.

انتظرت مباراة إنجلترا وإيطاليا متشوقا لأشاهد ما يقدمه نجم إيطاليا بالوتيللي، الذي أعلن تحديه مبكرا على نحو مباشر قائلا: «إن إنجلترا تفتقر إلى الخبرة، وهي ليست في مستوى إيطاليا!».

كانت هي ثاني أقوى مواجهة متكافئة بعد مباراة هولندا وإسبانيا وقد انتظرها الكثيرون بالفعل، واستحقت المباراة هذا الاهتمام والانتظار، حيث قدم الفريقان عرضا مثيرا، بيد أن مجريات المباراة لم تكن كما قال بالوتيللي وغيره؛ ذلك أن إنجلترا كانت ندا عنيدا، بل لم تستحق الخسارة (1 - 2) بدليل ما قاله نجم إيطاليا الشهير فييرا، الذي أكد أن إنجلترا كانت تستحق التعادل على أقل تقدير، عطفا على تفوقها الميداني في الشوط الثاني. وكالعادة، أجاد الطليان كما هم في كل المسابقات، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، في الدفاع، وتحمل الرباعي كيليني وباليتا وبرازقلي وداريان المسؤولية كاملة، وأمام الدفاع المتين، الثنائي الخبير دي روسي وبيرلو، الذي ضبط الإيقاع كما يفعل دائما ويقود محوريا ورسميا. وللمرة الأولى، بدا الفريق الإنجليزي مختلفا عن النهج الإنجليزي التقليدي، حيث ظهرت المهارات الفردية العالية، وتفوق الإنجليز في الاستحواذ، في حين لجأ الإيطاليون للهجمات المرتدة بقيادة أفضل لاعب في الفريق تلك الليلة كاندريفا. تألق النجوم السمر في الهجوم الخطير: ستوردج الذي سجل هدفا جميلا، والشاب الفنان البارع رحيم ستيرلينغ الذي ظهر كأنه أحد لاعبي أميركا الجنوبية بمهاراته العالية، كما ظهر الظهير الأيمن جونسن بمستوى رائع. فازت إيطاليا كما توقع بالوتيللي، لكن النجم الإيطالي ذاته لم يفعل شيئا في المواجهة غير تسجيل هدف الفوز السهل الذي أكد ضعفا في الدفاع الإنجليزي، كما قال الخبير الإنجليزي النجم السابق فرنسيس لي.

[email protected]