على وزن «لم ينجح أحد» قال رئيس نادي الهلال الناجح الأمير عبد الرحمن بن مساعد: «بعد سنتين لن يدفع أحد»، أي أن مرحلة «لم يدفع أحد» ستنتهي، وتبدأ مرحلة جديدة، باعتماد الأندية على مصادر دخل ثابتة خاصة بها بعيدا عن الهبات كما يحدث مع الهلال وبعض الأندية الكبيرة حاليا. لن تعتمد الأندية على التبرعات وجيوب أعضاء الشرف.
وما دام الأمر كذلك فإن تغييرا هائلا سيحدث داخل أسوار الأندية السعودية لأن من يتصدرون المشهد ومن يسيطرون على القرار سيغيبون أو من المفترض أن يتركوا الفرصة للمؤهلين والقادرين على القيادة.
إنها منظومة متكاملة، وعناصر مترابطة، حيث لا يمكن الحديث عن الوضع المالي دون أن يربط ذلك بالوضع الإداري أو الفني، ومن هنا فإن المنعطف الاستثماري الجديد، وشروع الأندية لا سيما الكبيرة منها بالاعتماد على الدخل من خلال النشاطات والتخلي عن التبرعات وجيوب أعضاء الشرف يفرض واقعا آخر، ومن كانت الملاءة المالية فقط هي سنده الوحيد سيضطر لإتاحة الفرصة لمن هو أكفأ منه، ومن كانت تبرعاته هي قوته وسر استمراريته سيجد نفسه مجبرا على الرضوخ لشروط الجديد والتجديد، وبالتالي إعطاء الفرصة للأكثر تأهيلا بالقيادة والرئاسة أو العضوية أو الإدارة.
لم يكن ثمة خيار في الماضي، فمن يدفع يجد نفسه بقدرة قادر وقد أصبح الآمر الناهي، وما أكثر من تولوا زمام الأمور، وباتوا صناع قرار في وقت لم يكونوا يملكون المقدرة والكفاءة والأهلية.
أرجو أن يكون توقع عبد الرحمن بن مساعد صحيحا، بل أرجو تفعيل هذا «الواقع» قبل ذلك، لأن مسايرة كرة القدم العالمية أضحت مسألة شائكة في ظل الوضع الحالي الذي لا يسر، ليس من الناحية المالية فحسب بل من كافة النواحي وخاصة الإدارية حيث لم تعد الهواية الإدارية قادرة على انتشال الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا من وضعها الحالي.
أرجو أن تذهب وإلى غير رجعة مرحلة من يدفعون من أجل الأضواء، ومن يأتون مساء للتسلية، ومن لا تشاهدهم إلا عبر الصفحات الرياضية وشاشات التلفزة، ومن لا يؤمنون ولا يحترمون الرأي الآخر ولا يقدرون آراء الخبراء، ولا يلتفتون للآخرين من محبي الرياضة.
المسألة ليست «الفلوس» فقط، بل إنها إدارة وتأهيل ومعرفة وقيادة وإخلاص وتخصص واطلاع وتفرغ واحتراف.
وأختم بتوجيه التحية لرئيس الهلال الخلوق، راجيا له التوفيق، ومتمنيا أن يكون مؤمنا بمشروع التغيير الشامل حيث لا تقتصر مشاكل أنديتنا في الجانب المالي وحده.