8 زهرات في يد عبد الله بن عبد العزيز

افتتاحية «الشرق الأوسط»

TT

تحلّ هذه الأيام الذكرى الثامنة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الملك والحكم في السعودية، وهي سنوات حافلات غنيات، ومليئات بالأحداث الجسام، في داخل البلد، أو في الإقليم، أو حتى في العالم أجمع، كما تجلى ذلك في الأزمة الاقتصادية الكبرى التي بدأت بأميركا في مشكلة الرهون العقارية.

أغسطس (آب) 2005 رحل خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز عن الدنيا، بعد فترة مرض، ليتولى الملك عبد الله رسميا القيادة، وتتم بيعته ملكا سادسا للمملكة التي وحّد أرجاءها وأقاليمها، والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، إثر كفاح وصراع وملاحم استمرت زهاء خمسين عاما، حيث دخل «الشاب» عبد العزيز عاصمة أجداده، الرياض 1902 ورحل عن الدنيا 1953، واستمرت مسيرة الملوك الأبناء حتى وصلت دفة القيادة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان شاهدا على مراحل التشكل للبلد، بأجهزته الإدارية الوليدة، ونمو مجتمعه الخارج للتو من الشتات والفرقة السياسية، حتى وصلت السعودية إلى أن تصبح اليوم قوة اقتصادية وسياسية ذات ثقل في العالم، عضو في تجمع العشرين، ورمانة الميزان في سوق الطاقة العالمية، وحاضنة الحرمين، بما يعيه هذا من تأثير على العالم الإسلامي، وأقدم دولة «مستمرة» مؤسسة للجامعة العربية، حيث تحطمت النظم السياسية التي وقعت على ميثاق قمة «أنشاص» في مصر، كل بسبب، وبقيت السعودية رغم الأنواء والأعاصير.

الملك عبد الله بن عبد العزيز هو التجسيد الأبرز للقوة السعودية العاقلة، ومنهج «عبد العزيز» المؤسس، في الحكم.. والحكمة.

كثيرة هي الإنجازات التي يمكن تعدادها في مسيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

حافظ على فوائض مالية هائلة، كان البعض يعتقد أن ثمة مبالغة في التحفظ المالي، ولكن بعد هبوب العاصفة الاقتصادية العالمية الضخمة، تبين رشد هذه السياسة، كانت هذه الفوائض حصنا حصينا، وقوة مضافة للرصيد السياسي السعودي.

أطلق عشرات الجامعات والكليات والمعاهد في البلد، وفي كل محافظة تقريبا، ناهيك عن المناطق الكبرى.

حافظ على سياسة الاعتدال السعودي في الإقليم، رغم كل الهجمات الراديكالية، من قبل هواة «المغامرات غير المحسوبة» ومن يقف خلفهم.

رفع سقف الإعلام السعودي باعتراف كثير من الإعلاميين، أطلق الحوار الوطني، وحوار الأديان، دعم مسيرة المرأة السعودية، وأدخلها بقوة إلى قاعة الشورى بنصاب لا يقل عن 20 في المائة يبقى الإنجاز الذي دخل كل بيت سعودي، تقريبا، وستظل آثاره خالدة، هو برنامج الابتعاث التعليمي للخارج، وهو برنامج استراتيجي، هائل التأثير وبعيد المدى، راهن فيه الملك عبد الله، على الاستثمار في مستقبل الإنسان السعودي.

من يلتفت للخلف قليلا، ويحاول التمعن في مسيرة 8 سنوات، سيظن لوهلة، أن ما جرى أكثر من أن تستوعبه هذه السنوات القلائل فقط.

إنها ثماني سنوات سمان.