حصاد «الشرق الأوسط» في موسم 2013

افتتاحية الشرق الأوسط

TT

قبل سنة بالتمام والكمال أطلّت «الشرق الأوسط» بافتتاحية تحمل توقيع «هيئة التحرير». وكانت الفكرة كما أشرنا في حينه إحداث «نقلة مهمّة في التعامل مع الأحداث المفصلية والأزمات المتطاولة، تتجاوز القراءة السريعة، وتعمد إلى المعالجة المعمّقة بشمولية وموضوعية».

يومذاك سعينا إلى الإجابة عن سؤالين اثنين هما: لماذا بتوقيع «هيئة التحرير»؟ ولماذا افتتاحية أسبوعية؟ وأوضحنا الغاية من خلال نص تلك الافتتاحية. أما اليوم، بعد 12 شهرا على تلك الخطوة، فقد آن الأوان لمراجعتها أولا، ومراجعة مسيرة «الشرق الأوسط» نفسها ثانيا.

نعتقد أن افتتاحية «الشرق الأوسط» نجحت في الخروج بآراء موضوعية، وفي بعض الأحيان، بتعليقات واستشرافات جريئة، على الأحداث الجسام التي مرت ولا تزال تمر بها المنطقة العربية. كذلك تعاملت بقدر كبير من الجديّة وروح المسؤولية مع المستجِدّات انطلاقا من تلاقي الأفكار، وأحيانا تصادمها، لدى عرض تلك المستجِدّات وتحليل أبعادها. ولقد أسهم في المنظور الشمولي الهادئ للمعالجة التنوع الإقليمي لخلفيات أفراد هيئة التحرير ورؤاهم المتعدّدة للأولويات.

هذا بالنسبة لنضج الافتتاحية خلال الأشهر الـ12 الفائتة، ولكن ماذا عن «الشرق الأوسط» نفسها؟

«الشرق الأوسط» أكملت في عهدها التحريري الحالي أيضا دورة سنة كاملة، وفي الإمكان القول إنه أُنجِز خلال هذه السنة الكثير، وكان لا بد في المقابل من إعطاء بعض الطموحات شيئا من الوقت بحيث يتغلب مطلب الجودة على اعتبار السرعة.

انطلقت خطة التطوير منذ مطلع عام 2013 بثلاثة اتجاهات هي: الاهتمام بالنسخة الورقية، والاهتمام بالمواقع الإلكترونية، والاهتمام بالشبكة الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي.

ومن ثم، جرت ترجمة هذه التوجهات، بتطوير العمل التحريري في حد ذاته، واشتمل هذا التطوير على إعادة النظر في أقسام الصحيفة وأبوابها الثابتة وملاحقها، بداية من الرأي وانتهاء بالمنوّعات والصفحات التخصّصية، فجرى تعزيز بعضها وتعديل البعض الآخر واستحداث أبواب وملاحق جديدة، ناهيك من تحديث تصميم الصحيفة وشعارها.

أيضا ظهر جليا الاهتمام بجهاز التحرير عبر إنشاء «هيئة التحرير» المركزية لبرمجة العمل وتنسيقه، وضبط تخصّصات جهاز التحرير، والعمل على تحسين الأسلوب الذي تُرجم بسلسلة إصدارات «أكاديمية الشرق الأوسط»، وقد استُهلت في مطلع 2013 بـ«كتاب أسلوب الشرق الأوسط»، وتلاه كل من «كتاب التدريب الصحافي» و«دليل التحرير الصحافي».

وجرى نشر الكتب الثلاثة وطرحها في الأسواق في خطوة نحسب أنها غير مسبوقة في معترك الإعلام العربي. كذلك اعتُمد إصدار سلسلة «كتيبات الشرق الأوسط» وهي تحتوي تحقيقات وتقارير ومذكّرات متميزة سبق للصحيفة نشرها ورقيا وكانت لها أصداء في أوساط قرائها، وهي من الجودة بحيث تستحق إعادة طرحها بصيغة أكثر معاصَرةً، وتقبلاً عند جيل الشباب، على التطبيقات الإلكترونية. وأخيرا وليس آخرا في هذا السياق، جرت بلوَرة العلاقة بين المركز في لندن والمكاتب والمراسلين في مختلف أنحاء العالم.

أما على صعيد الاهتمام بالمواقع الإلكترونية، فإنه تجسّد في ترك الموقع القديم باللغة العربية ذي الإمكانيات التقنية المحدودة وإطلاق موقع جديد جرى الاحتفال بإطلاقه خلال سبتمبر (أيلول) الماضي في الرياض، وجاءت هذه الخطوة في أعقاب تدشين الموقعين الجديدين باللغتين الإنجليزية والفارسية.

وأما فيما يخصّ الشبكة الاجتماعية، فقد ظهرت لأول مرة المدوّنات، ومنها مدوّنات لمحرّري «الشرق الأوسط» وأخرى لعشرات المدوّنين الآخرين من جيل الشباب باللغات العربية والإنجليزية والفارسية، بالإضافة إلى ظهور مجلة «المجلة» على موقع «الشرق الأوسط» الإلكتروني.

في المقابل، في خضمّ التخطيط والعمل من أجل المستقبل، لم تنسَ «الشرق الأوسط» ماضيها ومنجزاتها عبر 35 سنة تركت عليها بصمات في الريادة المهنية والتقنية. وإلى جانب الاحتفال الكبير الذي أقيم في الرياض بمناسبة إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد، أقامت الصحيفة في لندن احتفالا كبيرا بمناسبة الذكرى السنوية الـ35 للتأسيس، جرى خلاله تكريم عدد من أقدم العاملين في الصحيفة في لفتة تقدير تؤكد التواصل والاستمرارية والحرص على الولاء والتفاؤل بالمستقبل.