التباكي على أيام مبارك

محمد الغنام

TT

أتابع ما تنشره جريدة «الشرق الأوسط» من مقالات لبعض الكتاب المصريين، الذين يحاولون تصوير الوضع في مصر على أن المواطن المصري البسيط يتمنى العودة إلى أيام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وهو تصور غير صحيح، فما انجزته الثورة المصرية خلال السنتين الماضيتين، يعد مكسبا كبيرا، فإرساء دولة القانون ومحاولات التصدي للفساد، وانتخاب رئيس منتخب كل أربع سنوات، والعودة إلى النظام البرلماني في إدارة شؤون البلد، كما أن الدستور الذي قلص صلاحيات الرئيس وأرسى مبادئ المساواة بين المواطنين من خلال تطبيق الحد الأدنى والأقصى، ومن خلال تكافؤ الفرص في المجالات التعليمية والقانونية والقضاء والجامعات، بل في كل الوظائف وما تحقق من حرية رأي وتعبير تصل إلى حد انتقاد في رئيس الجمهورية ومهاجمته، وكلنا يعرف أن الفترة السابقة أي أيام حكم الرئيس مبارك، كانت فقط أن تكون قادرا على نقد الوزير أو الوزراء، لكن لم يكن أحد ليجرأ على نقد الرئيس نفسه، وما يتحقق من تنمية هي انجازات سوف يظهر اثرها، ولكن بعد وقت ليس بالطويل.

صحيح أن أداء النظام والرئيس الحاليين جاء مخيبا للآمال، لكن هؤلاء بشر كغيرهم وليسوا ملائكة، يخطئون ويصيبون، كما أن أخطاءهم ستقيّد الشعب في المرحلة القادمة فلا يختارهم، وهذه هي جوهر الديمقراطية. إن أحدا منا لا يتمنى عودة أيام مبارك حيث الفساد المستشري، وهناك الوساطة والمحسوبية في الوظائف بحجم التعذيب والاضطهاد، إن محاولات البعض من المستفيدين من النظام السابق، التباكي على أيام مبارك لن تكون مجدية، فالشعب المصري كله خرج للثورة ضد ظلم نظام مبارك وفساده، ولا جدوى من تصدير هذه المقولات، التي أعتقد أنها لا تلقى بالا من أكثر الناس في مصر نفسها، فإن كان الرئيس مرسي مخيبا للأمل في أدائه، فالانصاف يقتضي أن لا يتحمل أخطاء ثلاثين عاما من الجهل والفساد، وإذا أردنا تغييره فصندوق الاقتراع موجود، وإن كنت أتمنى منه أن يكثف أداءه في الفترة القادمة، فلا مانع من تغير الحكومة، ومن اختيار حكومة تلقى قبولا لدى الشارع كزويل مثلا وغنيم ويعقوب لا يهم انتماؤهم السياسي، المهم الحكومة تكون مقبولة من كافة تيارات الشعب.

* كاتب سعودي