معطيات الدورة الـ46 لاتحاد الجامعات العربية في أربيل

أحمد أنور دزه يى

TT

احتضنت جامعة صلاح الدين في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، أعمال الدورة السادسة والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية، وتكللت الدورة بنجاح متميز بشهادة المشاركين، والضيوف، والمراقبين، ووسائل الإعلام.. ولكل من هؤلاء، زاوية نظره، واهتمامه، وما يعنيه، وما يبغيه من هذا التجمع العربي العلمي والأكاديمي.

لكن ما معطيات هذه الدورة ومخرجاتها؟ من وجهة نظرنا كجهة منظمة، أمضت شهورا طويلة تستعد وتحضر لإخراج فعاليات هذا المؤتمر الكبير والنوعي بالاعتماد على كوادر جامعة صلاح الدين من الأساتذة والموظفين.. قبل الخوض في الأمور الفنية والإجرائية المتعلقة بالهم الأكاديمي، وما يتعلق بأهداف اتحاد الجامعات العربية.. أهم ما لفت انتباه رؤساء الجامعات العربية هو رفقة فخامة رئيس إقليم كردستان لهم وحواره معهم على مدى أيام الدورة التي استمرت ثلاثة أيام، وتأكيده على ضرورة مشاركة الجامعات العربية في تدريس اللغة العربية، وتوفير مقاعد دراسية للطلبة الكرد في جامعات البلدان العربية، فضلا عن تعزيز العلاقات بين الإقليم والبلدان العربية، وهذا موثق عبر آرائهم التي عبروا عنها لوسائل الإعلام، وفي كلماتهم التي ألقوها في مناسبات عديدة. وأجمعوا على أنهم تفاجأوا بالاستقبال والحفاوة الكبيرين من قبل الشعب الكردي، إذ قال بعضهم إنه كان مترددا ومتخوفا قبل مجيئه إلى أربيل، لكن ما شاهدوه من حميمية وطيبة أدهشهم، وغير وجهات نظرهم وأكد لهم محبة الشعب الكردي وأنه يكن لهم كل الحب والمودة.. وبما أن أيام المؤتمر تزامنت مع الاحتفالات بأعياد النوروز فقد شاركوهم بسعادة، وتركت تلك الأيام انطباعات جميلة بددت كل تصورات سابقة مغايرة ومخالفة.

وفي الجانب الإداري والأكاديمي، وفرت التجربة خبرة كبيرة لأساتذة الجامعة والعاملين فيها، ووسعت مساحة العلاقات مع الجامعات العربية من خلال توقيع اتفاقيات عديدة بين جامعة صلاح الدين من جهة وكثير من الجامعات العربية الأخرى وأتاحت فرصا مضافة للاستفادة من خبرات وإمكانات تلك الجامعات، كما تميزت هذه الدورة بالحماسة لتغيير فلسفة التدريس والمناهج بما يتناسب مع التطورات الهائلة في الثورة المعلوماتية والتكنولوجية في العالم، وإعداد موارد بشرية متسلحة بثقافة حقوق الإنسان واحترام الآخر.

ونجحت جامعة صلاح الدين بمشاركة رؤساء الجامعات العراقية في عودة جامعة بغداد لاستضافة أعمال اتحاد الجامعات العربية بعد غيبة استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، وثمة أمور أخرى عديدة لا مجال لذكرها.

ونؤكد أن هذه الدورة ستتميز بتحويل التوصيات إلى عمل إجرائي بالتعاون مع الأمانة العامة للاتحاد ورؤساء الجامعات.

أما بشأن دور الجامعات في التفاعل مع المجتمع فقد كانت هناك حماسة لدى الجميع من أجل الاستفادة من ثورات الربيع العربي وما أفرزته من معطيات وضرورة أن تهتم مراكز البحوث والدراسات بما يحدث من تحول في مجتمعاتنا وما يجري من تطور في العالم.

عموما أعتقد أن هذه الدورة نجحت بخطوات متقدمة لتعزيز التعاون بين الجامعات العربية، وأنها أضافت خبرة جديدة ومسؤوليات جديدة إلى جانب الرغبة والحماسة لتحقيق أهداف الاتحاد، وأن عمل الاتحاد يجري بوتيرة متصاعدة ولكل دورة ميزة وخبرة متراكمة.

وأخيرا، لا بد من القول إن أهم معطيات هذه الدورة أنها حملتنا مسؤولية مضاعفة لتطوير جامعة صلاح الدين وتغيير الواقع الجامعي في الإقليم والعراق بما يرتقي إلى الرؤى الطموحة التي طرحها المشاركون في هذا المؤتمر.

* رئيس جامعة صلاح الدين - أربيل