إريتريا لن تكون شوكة في الخاصرة

محمد عمر محمود

TT

الدكتور/ عادل الطريفي الموقر رئيس تحرير جريدة «الشرق الأوسط» تحية طيبة وبعد،

* طالعنا في جريدة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم الخميس 30/5/2013م وأيضا في عددها الصادر يوم 4/6/2013م وبعناوين مثيرة تتحدث عن تأجير جزيرتين إريتريتين إلى إيران لتدريب الحوثيين وإرسالهم إلى سوريا. أما في المقابلة التي أجريت مع مستشار الرئيس اليمني الدكتور/ فارس السقاف تحت عنوان «إيران تستثمر الانفلات الأمني.. وإريتريا (شوكة في الخاصرة)»، فيؤسفنا هذه الاتهامات غير المسؤولة التي لا أساس لها من الصحة، فضلا عن أنها أتت بعد زيارة معالي وزير خارجية اليمن الدكتور/ أبو بكر القربي إلى أسمرا ولقائه مع فخامة الرئيس أسياس أفورقي وتسليمه رسالة خطية من الرئيس اليمني تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

- المستشار اليمني لم يتأكد من أن إيران استأجرت جزيرتين من إريتريا بل سمع بذلك، ومعلوماتنا تفيد بأن الحكومة اليمنية تجري تحقيقات ولم تصل إلى نتيجة حتى الآن، فكان من المفترض من المستشار السقاف أن ينتظر نهاية التحقيق.

- إريتريا لم ولا ولن تكون شوكة في خاصرة اليمن الشقيق، والعالم كله يعلم جيدا بأنها التزمت التحكيم الدولي بكل علاته وقامت بتسليم الجزر التي حكمت لصالح اليمن قبل التاريخ المحدد من طرف مفوضية التحكيم الدولي. ويبدو أن المستشار لم يطلع على الحكم الصادر، ولم يعرف أن هذا الملف أغلق، فإذا كان يريد فتحه من جديد فهذا شأنه، ولكن عندئذ سيكون لكل حادث حديث. وفي كل الأحوال فإن إريتريا دولة تحافظ على حقوقها وتحترم القوانين الدولية ولا تسمح بالاعتداء على أراضيها السيادية ومياهها الإقليمية من أي مكان.

- الصيادون اليمنيون والمهربون يحاولون تجاوز الحدود البحرية الإريترية والقيام بأعمال غير قانونية، وبالتالي من واجب ومهام وصلاحية السلطات الإريترية المعنية اتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية لمن يخترق مياه إريتريا سواء كان صيادا أو مهربا، وتقديمه للمحاكمة وفقا للقانون الإريتري. واللافت للنظر أن البواخر والقوارب التي تقوم بهذه الأعمال غير القانونية هي ملك لعناصر متنفذة في اليمن.

- إريتريا لا تبيع ولا تؤجر أراضيها أو جزرها لأي كان، وقلنا ونقول لا توجد لدينا قواعد لقوى كبرى أو صغرى، وأرضنا ومياهنا غالية، وتحرير الوطن والدفاع عن سيادته قدمنا في سبيله آلاف الشهداء، وسنقدم النفس قبل النفيس للحفاظ على أرضنا الطاهرة ومياهنا النقية من عبث العابثين.

- نحن دولة ذات سيادة تامة ونبرم ما نشاء من اتفاقيات مع من نشاء ومتى ما نشاء، ولا نخشى في ذلك لومة لائم.

- وأخيرا وليس آخرا، تجدر الإشارة إلى أن الشعب الإريتري وحكومته وقفا مع وحدة اليمن في عام 1994م، وكانت إريتريا المنفذ الوحيد لليمن في ذلك الوقت، لذلك فإريتريا لم ولا ولن تكون شوكة في الخاصرة، بل ستكون، كما كانت، نعم الصديق لليمن في وقت الضيق.

محمد عمر محمود سفير دولة إريتريا الرياض