ثمن الحب!

TT

* ايه ميل من الصديق «ريان» من الرياض يقول فيه: أستاذي عبد الله، ويحدثونك عن الحب.. ولكن ماذا عن ثمن الحب.. قد يدفع الإنسان حياته ثمناً للحب.. وقد يدفع حريته فيتزوج.. وقد يدفع ثروته ويفلس.. وقد يختلس فيدخل السجن. فالحب إذن له ثمن، وليس عيباً، ولا انتقاصاً من قيمة الحب أن يكون له ثمن، كل شيء في هذا العالم له ثمن وأغلى ثمن للحب يدفعه الانسان يدفعه من أحاسيسه ومشاعره وعواطفه، فالذي يحب حقيقة يخصص أحسن ما فيه، وأغلى ما فيه وأجمل ما فيه من أجل الحب. وليس أحسن ولا أجمل من عاطفة حقيقية يحيط بها الانسان من يحب. فالحب كائن حي، كائن يتطور، وليس الحب في القرن الواحد والعشرين كالحب في القرن التاسع عشر، وليس الحب في القاهرة كالحب في باريس.. كل مدينة تفرض شروطها ونموذجها، وقيمتها. قاموس الحب ليس صفحة واحدة أنه أكبر من دليل هاتفات نيويورك. وكما لا تتطابق البصمات لا تتطابق العواطف ولا تتطابق قصص الحب، وما حدث لقيس وليلى كان يمكن ألا يحدث لو كان عندها جوال أو إنترنت أو فاكس أو حتى جهاز تسجيل يرسل لها على شرائطه قصائده، أو كان عندهما ادارة بريد نشيطة ليرسل لها خطاباته على عنوان صديقتها، وترسل له خطاباتها على عنوان الدكان المجاور أو المقهى المجاور، أو على صندوق بريد. الدنيا تغيرت وتطورت وتغير الحب.

أستاذي.. انني غارق حتى أذني في الحب.. أحبها وأريدها زوجة حتى لا يكون حبنا ضرباً من الحرام. تقدمت لها ولكن الأهل وشروطهم وعوائقهم، وأنا تائه في الحب أريده عفافاً، أريده زواجاً ولكنهم لا يريدونه. فالطريق الطويل إلى الحب الحقيقي لا بد من مروره عبر بوابة الزواج.

أشكر سعة صدرك واهتمامك.

** ايه الكلام الحلو ده يا عم «ريان».. لقد أنطقك الحب بأجمل كلام. أما حبك الذي تريد أن تتوجه بالزواج فهو حب عظيم وما تحتاجه هو الإصرار والشجاعة فلا تيأس وكرر المحاولة، فالحب كما أن له ثمناً فهو يستحق كل ثمن يدفع فيه.

[email protected]