في فلسفة التعليم!

TT

كتبت قبلا عن التعليم مرارا وتكرارا ولكن لا بأس من العودة، فالتعليم من اهم قضايانا المعاصرة.. ان لم يكن اهمها على الاطلاق.

وبالطبع لن تتسع هذه السطور لبحث قضية التعليم كلها.. وهي ليست قضية واحدة، ولكن قضايا متعددة ومتشابكة لها في بلادنا خبراء اكثر معرفة واكثر قدرة على تناول هذه القضايا من زواياها المتعددة.. ولكن اركز فقط على فلسفة التعليم في بلادنا، واعني بالفلسفة القصد من العملية التعليمية كلها.. وهل نحن نعلم اولادنا لحشوهم بالمعلومات.. ام ليفهموا ويوناقشوا ويخرجوا مما تعلموا بنتائج جديدة تثري حياتهم وحياتنا؟! انني ازعم ان العملية التعليمية في بلادنا تقوم على عملية تلقين وحفظ ولا شيء آخر.. اي انها عملية حشو وليست عملية ابداع او هي عملية تحفيظ وليست عملية حوار.. او هي عملية تحميل وليست عملية تفاعل.. وهو ما يشبه ان تملأ معدتك بالطعام دون ان تفكر اذا كنت تستطيع هضمه ام لا. وهل ما حشوت به هذه المعدة مفيد ام هو مجرد حشو؟

العملية التعليمية في العالم المتقدم تقوم على فكرة تعليم الطالب كيف يقرأ ويبحث ويبتكر اي عملية تشغيل لعقله، ووضع يده على مصادر ومراجع وابحاث تنشط ذهنه، وتدفعه الى البحث والابتكار.

وقد كتبت عن مدرسة المبتكرين في اميركا.. والتي تقوم الدراسة فيها على فلسفة دعه يخترع.. دعه يبدع وان هذه المدرسة توفر لطلبتها المواد والمعامل والآلات التي يحتاجونها لوضع افكارهم موضع التنفيذ.. وسوف يحاول الطالب.. ويحاول.. وقد ينتقل من ابتكار الى آخر.. ومن اختراع الى اختراع مختلف.. ولكنه في جميع الاحوال.. يفكر.. وينفذ، ويرى نتيجة عمله.

ومن هذه المدراس وأمثالها يتخرج العلماء الأفذاذ.. وتخرج الى النور عشرات او مئات المخترعات التي تثري الحياة البشرية، وتدفع بالامم الى الامام.

انني بالطبع لست اول من يدعو الى تغيير فلسفة التعليم في العالم العربي من عملية الحشو الى عملية الفهم.. ومن عملية التلقين الى عملية التفاعل والابتكار.. قبلي كتب كثيرون وبعدي سيكتب كثيرون.. وليس للكاتب الا قلمه.. ولكن المسألة في النهاية لاصحاب الحل والعقد..