أنا حارس لأنور السادات!

TT

أحياناً قليلة كان الرئيس السادات يقارن بينه وبين الرئيس عبد الناصر. فقد كان يشفق عليه من أنه محاط بالذين يلهبون أعصابه.. بالأخبار السيئة أو التليفونات. وكان عبد الناصر يصرِّف عن نفسه بشرب القهوة، وبعد ذلك بالمنومات، وطبيعي أن ينهد حيله.. وهذا ما أصابه بمرض السكر البرونزي الذي يجعل لونه نحاسياً قاتماً. ثم أنه أضيف إلى مرض السكر مرض آخر من نفس العائلة هو «مرض بيرجر»، وهو نوع من تخثر شعيرات الدم في الساقين.. وهو مؤلم ألماً مبرحاً حتى مات به.

وفي القاموس الطبي أن مرض «بيرجر» هو الذي يصيب المضاربين في البورصة، أي الناس العصبيين المصابين بالسكر أيضاً والإسراف في التدخين.

وفي ما عدا ذلك يرى السادات أن عبد الناصر كانت له كل صفات الزعامة والصدق والأمانة.

وكانت للسادات صفة من النادر أن تتوافر إلا لعدد قليل من العظماء: النوم بسهولة وقوة الذاكرة والإحساس بدوره التاريخي. فلا يجد السادات صعوبة في النوم. ثم إن ذاكرته كانت نموذجية وهو يعلم تماماً ماذا سيحتله من تاريخ مصر والأمة العربية. هو لم يغفل لحظة عن هذا الدور ولم يكن عنده استعداد لأن يغفل أو يغفله أحد. فكثيرا جداً ما يحسم قضاياه هكذا: ليس أنور السادات وإنما هي مصر.. مصر أولا.

ويقول ويضحك: أنا عندي إحساس أنني عسكري واقف على بيت أنور السادات أحرسه لا من أجل أولاده وإنما من أجل مصر.. وليس كل دوره ولا رسالته في الحياة أنه زوج أو أب أو أخ. أبداً أبداً.. أنا اختارني التاريخ لكي أكون حارساً لواحد يحرس مصر اسمه أنور السادات.. هاها!

والله تأكدت من ذلك يا ريس!