العقال العربي.. تاريخ وأغانٍ ورموز!

TT

لرمزية العقال في العالم العربي دخل عالم الشعر والغناء:

«يا بو عقال وكوفية

والسمرا العربية

لعيونك يا نور العين

راح أغني هالغنية»

وأخرى يقول مطلعها:

«متغاوي وعقالك مرعز

وحزامك فضة ومطرز»

فالعقال يمثل التاج في الزي العربي، واقترابه ـ أي العقال ـ في منطقة الرأس من العقل حري أن يدفع العقل إلى السؤال: كيف نشأ العقال؟ ويجد الباحث إجابات متعددة، وإن كان الكثيرون يرجعون بداية ارتدائه باللون الأسود إلى هزيمة المسلمين في الأندلس، وكيف كان الجنود المسلمون يرتدون في حروبهم هناك عصابات بيضاء، حولوها بعد هزيمتهم في الأندلس إلى اللون الأسود حزنا وتحفيزا على العودة، ويعلل البعض اسم العقال بأنه مشتق من عقال البعير (الحبل الذي يعقل به البعير)، وكيف كان العربي أثناء امتطاء بعيره يعقده على رأسه فيثبت به غطاء الرأس، ومنهم من ذهب بتاريخ العقال إلى عصور غائرة في القدم.

وينتشر لبس العقال على مساحة واسعة من العالم العربي تضم: السعودية، ودول الخليج، والشام، والعراق، وبادية سيناء، وفي العراق يحدد شكل العقال، وسمكه، وخامته التي صنع منها انتماء الشخص، ويشير الباحث السوري محمد العزو إلى أن إمالة العقال إلى أحد الجانبين تعبير عن اعتداد الرجل بنفسه، وأن تنكيس العقال دلالة على الحزن الشديد.

«عدل عقالك زين أقعد قبالنا

وأنت وليد زين أعجبت أهلنا»

وتصنع العقل من الصوف والحرير والنايلون، وتختلف أنواعها بحسب طرائق لفها، والخامات التي تصنع منها، وتوشك العقل المقصبة والبيضاء على الاختفاء في مواجهة العقال الأسود بشكله الحديث، الذي أصبح يمثل الشكل السائد في مختلف الأقطار، التي ترتدي العقال، فالزائر اليوم للسعودية والخليج والعراق وبادية سيناء وبعض النواحي في بلاد الشام يجد العقل السوداء تيجانا على الرؤوس، يرتديها الناس فخرا واعتزازا.

وها أنا أرتدي اللحظة عقلي وعقالي، وأتوجه إلى السوق بحثا عن عقال جديد، وما أدفعه سيكون جزءا من المائة مليون ريال، التي تنفقها السعودية في استيراد العقل سنويا، فهي تستورد ـ بحسب صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 2 يوليو 2006 ـ نحو مليوني عقال من الخارج، بقيمة تصل إلى 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، التي تمثل 70 في المائة من استهلاكها للعقل، فيما تبلغ نسبة ما يصنع محليا 30 في المائة.

[email protected]