بول الإبل علاج للسرطان!

TT

الإبل كما يشير القرطبي: «حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة»، ولكن الواقع يؤكد أن ما ذُكر ليس كل شيء، إذ ثبت أن ثمة منافع متعددة أخرى، ومنها ما تعمل عليه حاليا الباحثة السعودية الدكتورة فاتن عبد الرحمن خورشيد، مشرفة وحدة زراعة الخلايا والأنسجة، ومشرفة كرسي الزامل العلمي لأبحاث السرطان بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، التي عملت على استخلاص جزيئات متناهية الصغر في أبوال الإبل يمكنها مهاجمة الخلايا السرطانية، إضافة إلى الالتهابات الكبدية الفيروسية، وقد أكدت الباحثة لصحيفة «المدينة» إمكانية تصنيعه دوائيا على شكل كبسولات أو شراب للأمراض السرطانية والفيروسية. وكان يمكن أن نصنف كلام الدكتورة في مجال الخيال العلمي لولا أن لجنة تحكيم علمية في معرض الآيتكس ITEX 2009، الذي أقيم في العاصمة الماليزية كوالالمبور في شهر مايو (أيار) الماضي، منحت مشروعها الميدالية الذهبية بين أفضل 6 مشروعات من أصل 600 مشاركة، وكذلك ترشيحها لكأس آسيا للاختراعات من قِبل الجمعية الأسترالية، وما كان لها أن تحقق كل ذلك لو لم يكن لمشروعها قدر كبير من الجدة والتميز.

والباحثة من المهتمات بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وكان دافعها في هذا البحث ما رواه البخاري عن أنس أن رهطا من المدينة قدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: «إنّا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا وارتهشت أعضادنا»، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعي الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت بطونهم وألوانهم.

ويشهد العالم منذ بدء الألفية الثالثة حالة اهتمام فريدة بالإبل، في محاولة لتوظيف بعض أسرارها وخصائصها في علاج الكثير من الأمراض التي تواجه الإنسان، وفي بحث بعنوان «الإبل أسرار وإعجاز» يكشف الدكتور زهير فخري الجليلي أن عددا كبيرا من الدراسات والبحوث العلمية في أميركا وروسيا وكازاخستان والهند وإسرائيل وغيرها تُجرى على حليب الإبل في محاولة للاستفادة منها في علاج الكثير من الأمراض مثل: السرطان، والإيدز، والزهايمر، والفيروس الكبدي، وحقق بعضها نتائج ممتازة.

وإذا كان جحا - كما يقول المثل - أولى بلحم ثوره، فإن العرب - وهم الذين يمتلكون 75 في المائة من مجموع الإبل الموجودة حول العالم - يفترض أن يكونوا الأولى بدراسة هذه الكائنات التي رافقت تاريخهم طويلا، وأن تكون لهم ريادة البحوث العلمية المتصلة بها، والشكر هنا واجب للعالمة الدكتورة فاتن خورشيد التي مهدت الطريق، وأضاءت الدرب.

[email protected]