أخيرا رأيت فيلما مصريا عنوانه (ويجا). ولم أشأ أن أسأل أحدا عن المعنى. فلا بد أنه معروف لغيري من الناس.. إلا أنا. واكتشفت أن كلمة ويجا هذه مكونة من كلمتين؛ واحدة فرنسية والثانية ألمانية، ومعناها: نعم (وي - يا) ولكنهم اختاروا لها النطق الفرنسي أو الإنجليزي..
وهي لعبة أو حيلة قديمة ربما عرفها الأولون.. عرفوها في الهند والصين من ثلاثين قرنا وانتقلت إلى أوروبا. وسجلها كاختراع أحد رجال الأعمال الأميركيين في القرن 19. وسماها الترابيزة المتحركة.. أو الترابيزة الناطقة. ويقال إن الفيلسوف الإغريقي فيثاغورث كان يعرفها.. وكان يمارسها مع تلميذه فيلادوس. وهي عبارة عن رقعة من الخشب عليها أرقام وحروف. ويجيء اثنان ويضمان أصابعهما على لوحة خشبية تتحرك عندما يقولان لها: قولي لي يا ويجا ماذا سنفعل؟ فإذا بالرقعة تتحرك وتتجه إلى الحروف الواحد بعد الآخر.. وعليهما أن يكوّنا منها جملة مفيدة.
وكان فيثاغورث يستخدم منضدة لها عجلات، وهذه المنضدة هي التي تتحرك وتتوقف عند الحروف على الأرض.
وفي سنة 1959 عندما كنت في إندونيسيا واكتشفت لعبة (جالان كوم)، أي تحريك السلة، فكتبت عنها، وذلك بأن تأتي بسلة ويحملها اثنان على أصابعهما برفق ويضعان في مقدمة السلة قلما. وأمام القلم على منضدة أخرى ورقة. وتطلب من السلة فتكتب. وقد جربتها ألف مرة، وانتشرت في مصر والعالم العربي كله سنة 1960. وكانت إندونيسيا قد حرمتها فلما وجدوا أنها ظهرت وانتعشت في العالم العربي عادوا إليها.
السؤال اليوم وأمس وغدا: كيف تتحرك وكيف تكتب. قالوا: العفاريت.. وقالوا: الأشباح. وهل كل ما يصدر عنها صحيح. أنا جربتها وكان الذي يصدر عنها صحيحا. وكانت إدارة مباحث أمن الدولة في مصر تبحث عن السفاح عن طريق السلة التي كانوا ينادون عليها في الشوارع (سلة أنيس منصور). ولم أعرف كيف أوقفها. فقد فلت أمرها من يدي. وقد ظهرت لها نتائج مؤذية جدا. أذكر منها واحدة: أن فتاة استحضرت روح خطيبها الذي استشهد في حرب سنة 1967. وروحه لم تفارقها لا ليلا ولا نهارا. وذهبوا بها إلى رجال الممارسات الروحية شهرا بعد شهر حتى شفيت. وغير ذلك أشنع. ولم أكن أعرف أن (تحضير الأرواح بالسلة) ليس إلا الويجا الصينية.. وكلها ألغاز ولا نعرف ما الذي ومن الذي يحركها وكيف؟!