وكالة نصب باسم الزواج من سعوديات!

TT

حتى الزواج الحلال لا يخلو من النصب، فلقد عمد مكتب متخصص في توفيق الرؤوس بالحلال في ضاحية مصر الجديدة إلى طرح شباكه في بحر الرجال، مستخدما طعما عبارة عن أسماء سيدات أعمال سعوديات وهميات يرغبن في الزواج، وأن المكتب سيوفر للراغبين من الرجال فرصة مقابلتهن للتعارف وإتمام الزواج بمقابل مادي يصل إلى 900 جنيه مصري، وحينما طال انتظار الضحايا من دون جدوى، تظاهر ـ بحسب موقع العربية نت ـ نحو 50 رجلا أمام مكتب التزويج ليطالبوا بأن ينفذ المكتب تعهداته أو إرجاع ما سلبه منهم من مبالغ نقدية، وكانت مفاجأة للبعض أن يكتشف بأن صورة فتاة أحلامه الوهمية الموعودة معروضة على أكثر من عريس من المتظاهرين!.. وقد أكد بعض الضحايا بأن المكتب زودهم بأرقام عدد من السيدات اللاتي يزعم أنهن سعوديات، وإن كلا منهن كانت ترد بلهجة خليجية، ناصحة «العرسان» بدفع ما تبقى من المبلغ للمكتب حتى يتمكنوا من السفر إليها لأنها لا تستطيع الحضور إلى مصر بسبب ظروفها الأسرية..

كنت أقرأ الخبر المصحوب بصورة تضم عددا من المتظاهرين الضحايا، وأنا أتخيل حجم الدهاء الإجرامي الذي تفتق عنه ذهن واضع هذه الخطة الجهنمية، فالأمر لم يكلفه سوى بعض الشرائح الهاتفية السعودية مسبقة الدفع، والاستعانة بمن تجيد اللهجة الخليجية لإكمال هذه المسرحية الهزلية، ولا أحد يعلم على وجه اليقين عدد الضحايا، فقد يتجاوز المئات.

بين الشعبين المصري والسعودي منذ القدم وإلى الآن علاقات رحم ومصاهرة تتم بصورة اعتيادية بعيدا عن مكاتب الزواج، وهناك الكثير من حالات الزواج المستقرة الهانئة هنا وهناك، لكن دخول بعض مكاتب التزويج على الخط ستحول الزواج بغاياته الجميلة إلى كمائن نصب، واحتيال، واصطياد للكثير من الفرائس على الجانبين..

المحتالون ينتشرون اليوم في كل مكان من العالم، ولهم وسائلهم المبتكرة في النصب والاحتيال والضحك على العقول، وكل ما ازداد حذر الناس ازداد المحتالون دهاء، فثمة من يسرق بريدك الإلكتروني ليشحذ به من أصدقائك باسمك، ومنهم من يعدك بأن تتقاسم معه ثروة «صدام حسين» أو «ماركوس» الفلبين، وغيرهما، وهو يحتاج قبل كل شيء إلى بعض المال منك لتسهيل تحويل الملايين التي لن تصل قط..

وعلى الذين اخترعوا شعار: «القانون لا يحمي المغفلين» أن يغيروا اليوم شعارهم بعد أن أصبحنا جميعا في قائمة المغفلين.

[email protected]