المطلوب فعل يتجاوز القول

TT

الموقف الذي اتخذه الرئيس الاميركي جورج بوش ضد إقدام الكونغرس على تبني خطوة اصدار بيان استفزازي التوقيت والمضمون دعما لاسرائيل، بينما يزور ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز الولايات المتحدة، يراه المراقب العربي الجاد موقفاً ضرورياً لكنه بحد ذاته غير كاف.

فاعتزال الادارة الاميركية واجبها كقوة عظمى لديها مصالح عالمية واقليمية، كان في الاساس وراء تشجيع حكام اسرائيل على سلوك طريق التصعيد والابتزاز. وإحجام واشنطن عن التعاطي بحزم مع سياسات ارييل شارون اتاح له تعريف معطيات النزاع على هواه بلا حسيب او رقيب. وجاءت ثالثة الاثافي بشكل المباركة الضمنية الاميركية للاجتياح الاسرائيلي الدموي لمدن الضفة الغربية وتدميرها البنية التحتية للسلطة الفسطينية تمهيداً إما لابتزازها بوجودها اذا تمكنت من الصمود او تجاوزها نهائيا وبالتالي تجاوز اي بحث بحل الدولتين اذا تعذر عليها الصمود.

طبعا اهل الرأي في واشنطن يدركون ان المرحلة الراهنة باتت مفصلاً خطيراً جداً في تاريخ العلاقات العربية ـ الاميركية، وان ما حصل في الاراضي الفلسطينية هز الضمير العربي بالنسبة ذاتها التي هزت هجمات 11 سبتمبر (ايلول) المجتمع الاميركي، او ربما اكثر. غير ان «صقور» اللوبي الاسرائيلي السعداء بما انجزته لهم عدوانية شارون ورضى واشنطن عليها، يريدون ما هو اكثر من ذلك.

انهم يسعون الى احراج الجميع تمهيداً لاخراجهم.

فهم من ناحية يريدون احراج الرئيس بوش امام ضيفه بتصويرهم للضيف ان العدوان الاسرائيلي المتمادي «سياسة اميركية استراتيجية» معتمدة على اعلى المستويات، وبالتالي على العرب ان يتقبلوا الاملاءات بلا تردد او تلكؤ.

ومن ناحية ثانية، احراج الضيف امام رئيس القوة العظمى الوحيدة في العالم عبر دفعه الى رفض ما لا يمكن لأي عربي قبوله، وبالتالي الإيحاء للرئيس الاميركي بان لا حليف استراتيجياً لواشنطن في الشرق الأوسط الا اسرائيل، اما الآخرون فانما يتقربون منها لمصالح خاصة بهم.

في ظل هذا الوضع، على بوش ان يدرك حقيقة ما يحاك ضد مصداقيته شخصيا، وان يبادر الى وضع النقاط على الحروف، وترجمة الاقوال الى افعال، وحسب ما يذكر له من اقوال دعوته الى الانسحاب الاسرائيلي الكامل «بأسرع وقت ممكن» من الاراضي الفلسطينية و«وقف الهجمات» عليها.