مشاكل المرأة العاملة

TT

نجحت المرأة منذ عشرات السنين في انتزاع حقوقها من الرجل واصبحت منافسة له في كل مجالات الحياة وخصوصا في مجال الخروج الى العمل.. لكن المرأة لم تكن تعلم ان الانخراط في العمل مثلما يحمل لها الثقة بنفسها وقدراتها يحمل لها ايضا اخطاء لم تكن تضعها ابدا في حسبانها.

جاء في التقرير السنوي لهيئة الصحة والامان البريطانية الذي صدر مؤخرا ان اكثر من ثلاثة عشر الف حادثة عنف تعرضت لها الشابات والسيدات العاملات اثناء قيامهن باعمالهن بنسبة تفوق كثيرا ما يتعرض له الرجال في اماكن عملهم من احداث عنف في الفترة نفسها.

«نانسي» (29 عاما) المضيفة الجوية التي تعمل على طائرات شركة الخطوط البريطانية لم تكن تتصور ابدا ان احداث العنف التي كثيرا ما تسمع عن وقوعها في الشارع او في الحانة يمكن ان تقع على متن طائرة شركة الطيران التي تعمل بها.. ففي اثناء قيامها بعملها المعتاد في رحلة الطائرة المتجهة الى نيويورك، سمعت نانسي صوت صراخ هستيري لسيدة اسرفت في تناول المشروبات الروحية مما ازعج ركاب الطائرة وطاقمها الذي طلب من نانسي نقل السيدة المخمورة الى مقعد خلفي واقناعها بالتزام الهدوء وبتقييد حركتها، الامر الذي اثار حنق السيدة فاخذت تركل نانسي بقدمها بعنف شديد في جميع اجزاء جسدها مما اصاب نانسي بحالة نفسية اثرت كثيرا في ادائها في العمل وافقدتها الثقة بنفسها.

ويبدو ان نانسي كان نصيبها من العنف في مكان عملها اقل كثيرا من العنف الذي تعرضت له جورجينا (25 عاما) الممرضة باحد المستشفيات البريطانية وبسببه لقيت مصرعها عندما لم يكن بالمستشفى رجال امن يحولون دون تعرض جورجينا لطعنة خنجر في عنقها من احد المرضى النفسيين بالمستشفى.. ونتيجة لهذا الحادث قامت الكلية الملكية للتمريض في لندن بشن حملة لحماية الممرضات من الاخطار التي يتعرضن لها اثناء قيامهن بعملهن.

وجان (31 عاما) العاملة في احدى الكنائس لم تتصور ابدا ان تلتقي بالخطر وجها لوجه داخل الكنيسة التي تعمل بها بعد ان هاجمها شخص يحمل سكينا وقام بجمع تبرعات المصلين الموجودة داخل الخزانة وسارع بالهرب.

والسؤال الآن، هل يمكن للاخطار وحوادث العنف التي تتعرض لها المرأة العاملة في اماكن العمل ان تثنيها عن المطالبة بحقها في الخروج الى العمل لتعود الى البيت من جديد.. ام ان على النساء العاملات ان يمارسن رياضات من نوع «الكونغ فو» او الكاراتيه او الملاكمة حتى يمكنهن مواجهة الاخطار اللاتي يتعرضن لها في اماكن عملهن؟