نعم... مطلوب تعريف لـ«الإرهاب»

TT

يعد ملتقى قادة «مجموعة الثمانية الكبار» المرتقب عقده خلال يونيو (حزيران) المقبل في كندا بالتصدي لبعض اخطر المسائل في عالم السياسة المعاصرة، على رأسها تعريف «الإرهاب» والتفاهم على انجع علاج له. وكان وزراء العدل في كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وروسيا، ومعهم احد مفوضي «الاتحاد الاوروبي» قد تناقشوا في موضوع «الإرهاب» على امتداد يومين هذا الاسبوع. وانتهت مناقشاتهم الى جملة من القرارات العملية، ولكن مرة اخرى بلا تعريف واضح وقاطع لـ«الإرهاب»، وبالتالي احيلت هذه المسألة الى قمة كندا.

أساساً كان مفترضاً ان تركز قمة «الثمانية الكبار» على إعداد خطة طموحة جديدة للتنمية الاقتصادية. غير ان ما حدث يوم 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في نيويورك وواشنطن غيّر اولويات جدول الاعمال، وتقدمت «الحرب على الإرهاب» الى رأس هذا الجدول.

هذا الواقع لا بد ان يدفع البعض الى التساؤل: هل ستخرج القمة بتعريف لـ«الإرهاب»؟

حتى هذه اللحظة الاجابة طي المجهول. والمسؤولون المولجون إعداد البيان الختامي عاكفون على درس ثلاث مسودات.

ولكن التعريف المنشود ضروري ليس للمحاججة اللفظية او التنظير الفلسفي المجرّد، بل لأنه يستحيل التوصل بدونه الى تفاهم دولي عريض حول خطر هذه الظاهرة، ناهيك من التوافق على سبل مجابهتها. والحقيقة ان وزراء عدل «الثمانية الكبار» ليسوا الشلة الوحيدة التي تحاشت حتى الآن تعريف «الإرهاب»، اذ حصل الشيء نفسه تقريباً مع وزراء خارجية 53 دولة مسلمة عندما التقوا في العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال الشهر الفائت. وهكذا فالنتيجة الماثلة امام الجميع هي ان كل دول العالم تقريباً ترى «الإرهاب» احد اخطر مصادر التهديد للسلام والاستقرار ..ومن ثم العافية الاقتصادية في العالم، غير انها تبدو مترددة حتى الآن في تعريفه.

بالنظر الى هذا الوضع، يصبح الاتفاق على تعريف جديد مقبول دولياً امراً جوهرياً وحيوياً تماماً، ليس في نطاق العلاقات بين الدول المعنية فحسب، بل في صميم قوانينها وانظمتها الوطنية ايضاً. فقضاة كثيرون في الولايات المتحدة وبريطانيا ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ يلاقون مصاعب جمة في إصدار احكام باتة في قضايا ضبابية وإشكالية تتصل بنشاطات حركيين قد تعتبر او لا تعتبر «إرهابية».

خلاصة القول إذاً، ان على قمة كندا الاتفاق على تعريف مبدئي، يصار الى عرضه لاحقاً على الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نهاية العام الحالي. ولا شك ان الخطوة الاولى تعريف واضح ومقبول وملزم لـ«الإرهاب»... بلا لبس او تحامل... لكي يتسنى للعالم كله اجتثاثه من حياة المجتمع الدولي.