وسيحوا في الأرض!

TT

حرية الانتقال هي احدى الحريات الاساسية التي يتمتع بها الانسان في كل مكان.. انت حر في ان تجلس في مكانك تطرقع اصابعك، وتبقى كذلك كام يوم.. وانت حر في ان تقوم وتركب سيارتك لتذهب بها الى صديق.. وانت حر في ان ترتب اجازتك بحيث تقضيها داخل ارض الوطن او خارجه.. وحدك او مع اسرتك.

والذين ينادون بأن نقصر السياحة.. وهي حرية الانتقال.. على السياحة الداخلية مخطئون.. ففي هذا اعتداء على حرية اساسية هي حرية الانتقال.. ثم ان الانسان ادرى بظروفه.. فقد تناسبه رحلة الى عسير او الطائف.. وقد يحب ان يذهب الى بيروت او القاهرة او لندن.. صحيح ان السياحة الداخلية تنعش الاسواق وتدر دخولا على اصحاب الفنادق والملاهي ومحلات الملابس.. الى آخره.. ولكن قد يكون السائح قد ساح في بلاده ولم يجد هناك ما يريد او حتى ما يجب ان يراه.. وقد تشتاق نفسه الى شيء من التغيير او حتى يغير مكان اجازته او سياحته تحت ضغط افراد اسرته.. فالزوجة تريد ان تذهب للتسوق في بلد آخر.. وتتفرج على عالم مختلف.. وتتخفف من قيود مفروضة عليها في بلدها.. وكذلك الاولاد.. خاصة ان بعض انواع الجذب السياحي ليست متوفرة في الداخل مثل زيارة المتحف البريطاني في لندن.. او اللوفر في باريس او المتحف المصري بالقاهرة.. هناك خبرات ومشاهد واماكن سمع بها الانسان وتمنى زيارتها، فلماذا يحرم من حقه.. والذين سبقونا الى معرفة اصول السياحة ومفرداتها لا يتمسكون بحكاية السياحة الداخلية تحت اي مبررات.. واكبر الدول السياحية في العالم مثل اسبانيا وفرنسا واميركا يخرج منها للسياحة الخارجية ملايين السياح كل عام.. يذهبون الى اماكن اخرى ويشاهدون مشاهد اخرى ويجربون تجارب اخرى.

نعم.. علينا ان نشجع السياحة الداخلية كجزء من تنشيط السوق ونعرف المواطن على بلاده، ولكن يجب الا يكون هذا على حساب حرية المواطن في السفر والانتقال والاستمتاع.

انني ارى ان الدعوة على قصر السياحة على السياحة الداخلية فيها قدر من التعسف والعصبية.. انها تشبه ان تجلس ولدك في البيت وتمنعه من الخروج الى الشارع او زيارة اصدقائه واللعب معهم بدعوى توفير النفقات او الخوف عليه.. اتركوا الناس بحريتهم او على حريتهم.