الموجات الغامضة!

TT

كتبت قبلا عن المرأة ومشوارها المفضل وهو الذهاب الى السوق والتنقل بين المتاجر والمحلات والسوبر ماركت لتشتري ما تريد وما لا تريد، وتنفق ما في الجيب في انتظار ما في الغيب.

الشركات العملاقة لا تريد ان تترك المرأة في حالها، فهي تريد ان تعرف متى ترغب في الشراء، وكيف يمكن اقناعها باخراج النقود والدفع، ليس المرأة وحدها ولكن كل مستهلك.

ثلاث شركات عملاقة وضعت ميزاينة ضخمة لابحاث «شخصية المستهلك»، هذه الشركات هي «كوكا كولا» و«جنرال موتورز» و«بركتور آند جامبل» وميزانية اي شركة منها اكبر من ميزانية دولة متوسطة.

وانكب العلماء على ابحاثهم وخرجت النتائج المثيرة، ان ثمة موجات كهربائية تدق مخ المرأة فتدفعها الى الشراء، وهذه الموجات تنتج من تأثيرات معينة لا تترك للمرأة فرصة للتفكير، فهي تندفع الى الشراء مجذوبة بقوة لا تقاوم.

هذا البحث الاول من نوعه الذي يكشف عن لا وعي المستهلك ـ وغالبيته من النساء ـ هذا اللاوعي الذي اذا ما بدأ العمل يدفع الانسان الى شراء اشياء عادة ما يندم عليها عندما يعود الى البيت، وهي حالة تنتابنا جميعا بدون ان ندرك مصدرها، ونلوم انفسنا ونحن لا ندري اننا لا نستطيع المقاومة.

ونتيجة لهذه الأبحاث بدأت هذه الشركات العملاقة تدرس الوسائل المختلفة التي يمكن ان تدس في وعي المستهلك الرغبة الجامحة للشراء، وبدأت بدراسة اساليب الاعلان المختلفة، ما يعلق منها في الشوارع، وما ينشر في الصحف، وما يذاع على شاشة التلفزيون، ما هي الالوان والاصوات والحركات التي تحرك لا وعي الانسان وتدفعه الى الشراء، بل ان الدراسات امتدت الى السلع نفسها حتى تكون قادرة على بث موجاتها الكهربائية الى المخ البشري ليجري وراء السلعة.

وقد قوبل هذا البحث بهجوم عنيف من جمعيات حماية المستهلك، التي اتهمت هذه الشركات بأنها تقوم بعمل غسيل مخ للمستهلك المسكين لتدفعه الى انفاق آخر قرش في جيبه لشراء اشياء ما ليس في حاجة اليها.

نحن اذن فئران تجارب للشركات الكبرى، نحن الذين نشقى طول النهار لنكسب القليل الذي ننفقه تحت تأثير الموجات الكهربائية الغامضة.. شيء عجيب!