إلقاء الدرس غير فهم الدرس

TT

للطلبة اساليب ومواهب طريفة في تناولهم لدروسهم، حاول احد المعلمين ان يغرس في نفوسهم اهمية الاستفاقة مبكرا والوصول الى المدرسة في الوقت المطلوب، فروى لهم حكاية العصافير وتربصها للدودة الخارجة من جحرها صباحا ليخلص الى النتيجة بأن العصفور الذي يستفيق قبل غيره هو الذي يحظى بالدودة. وعند هذه النقطة توقف ليسأل تلميذا اعتاد على الوصول متأخرا كل يوم عن الحكمة التي يستخلصها من الحكاية فأجابه التلميذ الكسول: «نعم سيدي، الدودة التي تخرج من جحرها مبكرا يأكلها العصفور».

وتذكرني هذه الدودة بمصير دودة اخرى في حكاية اخرى. اراد احد المعلمين في شمال العراق، حيث توجد طائفة مسيحية كبيرة ان يحذر التلاميذ من شرب المشروبات الكحولية، فجاء بكأس من الماء النظيف وكأس من الكحول، ثم وضع دودة في الماء فراحت تسبح وتمرح وتنتعش، ثم اخرجها ووضعها في الكحول فاسود لونها وتكور جسمها وسقطت ميتة في قعر الكأس، فسأل احد الطلبة، ماذا تستنتج من ذلك، فأجابه قائلا: «سيدي، من يشرب الكحول لا تعيش الديدان في امعائه».

الاكل في حوانيت ومطاعم المدارس مشقة معروفة بين الطلبة. فالوجبات الصحية ليست بالضرورة لذيذة الطعم، ولا سيما عندما تتوخى الادارة الاقتصاد في الكلفة. لكل طلبة العالم شجون وحكايات في هذا الميدان. معظم الانجليز يكرهون حلاوة الرز بالحليب، لا لسبب سوى كثرة ما ذاقوه منها في حانوت المدرسة بنوعيات سيئة. تولدت من ذلك نكات وقفشات طلابية كثيرة. دخل تلميذ حانوت المدرسة وطلب من الطاهي بيضة مقلية فاسدة مع قطعة خبز يابسة وسلطة ذابلة. فنهره الطاهي وصاح به، «لا يوجد عندنا مثل هذا الطعام».

فقال له التلميذ «ولم لا؟ لقد قدمتم ذلك لي بالضبط يوم امس».

دخل مدير المدرسة ليفتش المطبخ والمطعم ويتحقق من عنصر النظافة ثم سأل الطلبة، عن رأيهم في ذلك، فأجابه احدهم قائلا: «في احسن حالة من النظافة، قلما اكلنا فيه طبقا ولم نذق فيه شيئا من طعم الصابون».

وربما لهذا السبب لاحظ الطلبة احد زملائهم يخرج دولاراً من جيبه في المطعم، ويضعه في فمه ويبدأ بأكله. سألوه ماذا تفعل يا مغفل؟ هل جننت؟ فقال «لقد اعطتني امي اياه وقالت خذ هذا الدولار معك لنتغدى به اليوم».

وهي نكتة طلابية صرفة في نمطها. فالظاهر ان كثرة انشغال التلاميذ بالكلمات ومعانيها، يوحي لهم بمثل هذا التلاعب اللفظي بالكلام. ولا بد ان مر اكثرنا بذلك في مرحلة التلمذة.

سألت تلميذة طفلة صاحبتها كم تعتقدين عمر معلمتنا؟ قالت ارفعي تنورتها وانظري الى لباسها لتعرفي عمرها. قالت لها وكيف يدلنا ذلك على عمرها؟ اجابتها قائلة، «لباسي مكتوب عليه: العمر من 4 الى 6 سنوات».