انتبهوا!

TT

بفضل الاعلام العربي الذي وجد في الانتفاضة الفلسطينية مخرجا مناسبا للتعتيم على القضايا المحلية الملحة، اصبح الشارع العربي الآن جاهزا للانضواء تحت قيادة المتطرفين سواء من الزعماء الغوغائيين كصدام حسين مثلا، او من قبل اصحاب الفتاوى المتطرفة التي تدعو الى مقاطعة الهمبورجر والجينز.

ان سباق المزايدات الاعلامي سيساهم في خلق مناخ متوتر وانفعالي، مما سيتيح الفرصة لكل المتطرفين الذين يتاجرون بدماء الشهداء الفلسطينيين عبر خطاباتهم الحماسية ودعواهم لخوض حرب شاملة ضد اسرائيل، وهي خطابات اثبتت تجربتنا الطويلة مع اصحابها، انها مجرد خطابات معدة للاستهلاك الاعلامي.

لكن غضبة الشارع العربي ومناخ الحرب القادر على ابادة اي اثر للعقل والمنطق، سيتيح لهؤلاء الفرصة في قيادة الشارع العربي الذي اخشى ان يرتمي في غمرة يأسه، في احضان مناضلي المايكريفونات ومجاهدي اشرطة الكاسيت.

وطبعا فان الرابح الوحيد الى جانب المتطرفين العرب، هو اسرائيل. التي لن يخرجها من مأزقها الحالي سوى اعادة صورتها في الغرب باعتبارها واحة للديمقراطية وحقوق الانسان في منطقة تسيطر على مشاعر وعقول الرأي العام فيها، رجال من امثال صدام حسين ونجوم الكاسيت من رجال الدين المسيسيين.

بسبب الاعلام العربي نحن نعيش مناخاً لا مكان للعقل فيه.